مسيرة جديدة في الحسيمة.. للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن مقتل فِكري ورفع الحكرة والتهميش الاقتصادي
هوية بريس – متابعة
عرفت مدينة الحسيمة مساء أمس الجمعة احتجاجات جديدة، انتقلت من التضامن مع تاجر السمك محسن فكري الذي لقي مصرعه داخل شحنة أزبال والتذكير بمحاسبة كل المسؤولين عن الواقعة، إلى مطالب بالعيش الكريم ورفض ما وصفه المتظاهرون بـ”الحكرة”.
وشارك في هذه الاحتجاجات الآلاف من شباب وسكان المدينة، وبدأت في ساحة محمد السادس حيث تجمعت الحشود، ثم انتظمت في شكل مسيرة جابت بعضَا من شوارع المركز، كما أوقد المتظاهرون الشموع التي زيّنت ليل الحسيمة، ومرّوا من أمام المكان حيث قُتل الراحل، وقرأوا هناك الفاتحة ترحما على روحه، قبل العودة إلى الساحة.
وحسب “سي إن إن بالعربية”، استمرت الاحتجاجات في سلمية تامة، كما قام عدد من المتظاهرين بحماية الممتلكات العامة، ومساعدة عمال النظافة في تنظيف شوارع الساحة التي شهدت انطلاق المسيرة.
ورفض المتظاهرون ما جرى تداوله لدى بعض الأوساط من تحذير من الفتنة واتهامات لجهات معينة بالركوب على قضية محسن فكري لأجل ضرب الاستقرار، وحملت الشعارات انتقادات لوزير الداخلية محمد حصاد عندما صرّح بأن السلطات تعرف من يقفون وراء الدعوة للتظاهر، كما انتقدت الشعارات كلمة “أوباش” التي ذكرتها نائبة برلمانية، وهي كلمة كان قد نطق بها الملك الراحل الحسن الثاني بحق عدد من المتظاهرين في الشمال المغربي.
وقال عبد الحميد العزوزي، صحفي بالمدينة، لـCNN بالعربية، إن عدد المتظاهرين وصل أو تجاوز خمسين ألفًا، قدموا من كل الجماعات الخمس والثلاثين بإقليم الحسيمة، متحدثًا عن أن مظاهرة اليوم تعد”أكبر تجمع احتجاجي سلمي عرفته الحسيمة في تاريخها، هدفه الأساس مطالبة الدولة بفتح تحقيق نزيه يحدّد المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة للفاسدين في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية بالأساس”.
وتابع العزوزي أن الاحتجاجات مرّشحة بقوة للاستمرار، خاصة بعد الاتفاق في نهاية مظاهرة اليوم على الدعوة لتجمع حاشد، بعد منح وقتٍ كافٍ للدولة حتى تعلن نتائج التحقيقين الجاريين في قطاع الصيد البحري بالمنطقة ومقتل محسن فكري.
جدير بالذكر أن الملك محمد السادس أعطى توجيهاته لوزير الداخلية محمد حصاد لأجل التوجه إلى مدينة الحسيمة وزيارة عائلة محسن فكري وإعلان تحقيق معمق في الواقعة يُفضي إلى تطبيق صارم للقانون في حق المتوّرطين، وقال حصاد في تصريحات صحفية إن ملك البلاد تألم لما وقع ولا يقبل أن تتكرّر مثل هذه الحوادث.
كما أودعت السلطات الأمنية ثمانية أشخاص رهن الاعتقال الاحتياطي في أعقاب تحقيق الذي كُلّفت به الشرطة القضائية يشمل 11 شخصًا. وقد رجّحت النيابة العامة أن تكون وفاة تاجر السمك ناتجة عن قتل غير عمدي.
وقُتل محسن فكري ليلة الجمعة 28 أكتوبر، عندما ابتلعته آلية شفط النفايات داخل شاحنة أزبال، وهو يقف في الجهة الخلفية للشاحنة محتجًا على مصادرة قوات الأمن لبضاعة من السمك اشتراها. وبررّت السلطات قرار المصادرة بكون الأسماك من نوعية ممنوعة في هذه الفترة من الصيد احترامًا للراحة البيولوجية.
من المؤسف أن تستغل مثل هذه الأحداث لنشر الشعارات العصبية الأمازيغية مع أن المغاربة دائما كانوا يعيشون تحت ظل الإسلام الذي أعطى لكل الأعراق حقوقها