مشاهد من عرفات وصلاة العيد، لكل مكابر عنيد
هوية بريس – محمد بوقنطار
محطات وردية تحكي بالصوة والصورة والرائحة أننا ننتمي إلى أمة موصولة بالله… وهذه الأمة قد تغفو وقد تنام كما قد تمرض ولكنها لن تموت، فلا يزال ربنا جل جلاله ينفذ وعده فيغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته إلى أن تقوم الساعة، ويا ليت الذين يتربصون بالأمة من الخارج كما الداخل يفهمون هذا ثم يرعوون… وربما كان مؤلما لهم حد الصراخ والأنين علمهم بعدد من صام يوم عرفة تطوعا ليلة الأمس في المغرب وفي غيره من جغرافية المسلمين، كما كان مؤلما لهم اليوم رؤية المنبين المخبتين وهم يصدرون أفواجا أفواجا للمصليات في ربوع الوطن كما الأوطان الإسلامية، يبتدرون ويبكرون إلى الصلاة بغير استشهار ولا إغراء كذاك الذي تمارسه سخائم الفجور والسفور استصراخا للحضور المدخول…
إنها أرقام ومظاهر تحكي إفلاس الذين يحسبون علينا كل صيحة، كما تحكي خسارتهم بين قائمة الرابحين وقلتهم بين الأكثرين وشذوذهم بين جمهور الطائعين… يا ليت صوتهم يترجم حجم مأساتهم ويا ليتهم يكفون عن الرقص للأعمى ويشمون رائحة الشواء وأعمدته المتعالية في سماء ورحاب وفضاء من تعبد الله بقوله جل جلاله “إن صلاتي ونسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين”…
إنها أيام تستمد عظمتها من عبقرية الزمان والمكان، كما تستمد عظمتها من جهة ما يفعل سوط نفحاتها الربانية في نفوس المرضى والموبوئين، ولا شك أن ساعاتها بله ثوانيها ودقائقها تمر علينا مر السحاب وتمر عليهم مر الجبال، فمعذرة إن استهل هنا أو هناك استهلال نباح مستنصرا لحق الحيوان في العيش مستنكرا علينا شعيرة الذبح، فإن الصراخ كان ولا يزال وسيكون على قدر الألم.