مشروع الإبراهيمية بالمغرب

04 مارس 2025 17:25

هوية بريس – ذ.نور الدين درواش

يتميز المسلمون عن غيرهم بحفاظهم على عقيدة التوحيد التي ورثوها عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم؛ والتي اتبع فيها ملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى: {هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} [الحج:78].

وقد بين سبحانه أن هداية النبي لاتباع هذه الملة هي منة ربانية وتوفيق إلهي فقال سبحانه: {قُلۡ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ دِينٗا قِيَمٗا مِّلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۚ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} [الأنعام:161].

وقد أمر الله تعالى باتباع هذه الملة الحنيفية منزها سبحانه صاحبها سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عن الشرك فقال: {فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} [آل عمران:95].

ولما كان اليهود والنصارى قد حرفوا كتب الله ورسالاته وغيروا الدين وبدلوا الشريعة وأشركوا بالله سبحانه، فقد نفى الله تعالى عن سيدنا إبراهيم أن يكون يهوديا أو نصرانيا فقال سبحانه: {مَا كَانَ إِبۡرَٰهِيمُ يَهُودِيّٗا وَلَا نَصۡرَانِيّٗا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفٗا مُّسۡلِمٗا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ، إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۗ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} [آل عمران:67-68].

إذا استقرت هذه المقدمات؛ عُلم بالضرورة بطلان ما يروج له اليوم في العالم كله والمغرب خاصة من نشر ما يسمى بـ”الإبراهيمية” بزعم المؤاخاة والجمع بين الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية والنصرانية والإسلام).

ومن آخر التصرفات المستفزة للشعب المغربي المسلم والمهددة لهويته وعقيدته الإسلامية الترويجُ من خلال برنامج على (ميد راديو) لـ(راديو أبرهام) كإذاعية إلكترونية، مع تقديم أحمد الشرعي في صفة البطل الذي وصفه الرمضاني في حلقة “غرفة الفار” بـ”المعروف بجرأته وقدرته على السباحة ضد التيار عندما يتعلق الأمر بأمور يؤمن بها ويدافع عنها…”، ليردف الرمضاني، الذي عينه مؤخرا أحمد الشرعي مديرا على “ميد راديو”، بأن راديو أبراهام “منصة تدافع وتدعو إلى السلام، إلى التعايش، إلى التسامح، إلى البحث عن المشترك…” ثم أعلن أنه سيكون من جمهور هذا الراديو مشجعا له بعبارة “ألي سي إبراهيم”.

الغريب أن الرمضاني ورفاقه يسبحون أيضا ضد تيار الهوية المغربية والثوابت الدينية للمملكة الشريفة، حين يمجدون صاحب مقولة “كلنا إسرائليون”، المالك للهولدينغ الإعلامي الذي يشتغل فيه الرمضاني وعصابته.

من خلال عدد من الأحداث والوقائع المتعاقبة والمتسارعة، خاصة بعد أحداث “طوفان الأقصى”، يتأكد أننا إزاء حملة تروم نشر الدين اليهودي وإحياء الثقافة الصهيونية تحت غطاء الدين العالمي الموحد، أو الديانة الإبراهيمية، بناء على ما سبق وسرّب من بروتوكولات حكماء صهيون والتي جاء فيها: “عندما نغدو سادة، لن نترك دينا قائما غير ديننا القائل بالإله الواحد الذي يرتبط به مصيرنا، لأننا شعب الله المختار، وبنا ارتبط مصير العالم، ولذا يجب أن نقضي على جميع الأديان…”.

إن هذا المخطط الذي يدعم اليوم من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا والكيان اللقيط، يروم في مضمونه وجوهره زعزعةَ عقيدة المسلمين، ويهدد في المغرب مؤسسة إمارة المومنين والثوابت الوطنية الجامعة وعلى رأسها الدين الإسلامي.

ومهما بذلوا من جهد لتزييف الوعي والالتفاف على النصوص واستغلال البرامج التعليمية والمؤسسات الإعلامية والهيئات الأممية والجمعيات الخيرية لتبرير دينهم المحرف الجديد، فإن الدين عند الله الإسلام، لكن تبقى المسؤولية كبيرة وكبيرة جدا على النخب والقوى الحية للوقوف في وجه هذا المدّ العاتي الذي يروج له بوجه مكشوف من لدن تيار “كلنا إسرائيليون” في المغرب، وذلك بربط الأمة المغربية بهويتها وتاريخها ودينها وعقيدتها، وتمتين أواصرها بالقرآن الكريم الذي فصل وبين في مناهج الباطل ليحذرَ منها {وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ وَلِتَسۡتَبِينَ سَبِيلُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ} [الأنعام:55].

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة