مشروع تأسيس اتحاد لعلماء المغرب سنة 1957

هوية بريس – إدريس كرم

تقديم
المعروف أن رابطة علماء المغرب تم تأسيسها سنة 1961 من قبل جماعات من العلماء للدفاع عن القيم الإسلامية والهوية المغربية التي كانت مستهدفة من قبل الفرانكفونيين الذين تسلموا السلطة غداة الإستقلال بدعوى التقدم والإصلاح.
بيد أن ما لا يعرف هو ما كان قد تم من قيام جماعة من العلماء بعقد اجتماع بالرباط لتأسيس اتحاد لعلماء المغرب كما جاء في جريد الشعب الصادرة بطنجة (عدد5/4/1957).
ومما جاء فيها تحت عنوان “مشروع تأسيس اتحاد لعلماء المغرب 1957”:
“بمزيد من الغبطة والسرور، تلقينا خبرا مفاده، أن فريقا من علمائنا الأجلاء اجتمعوا بالرباط للمداولة حول تأسيس اتحاد لعلماء الشريعة، الإسلامية بالمغرب ولم شعثهم، حتى يستطيعوا أن يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه.
وبعد الإنصات إلى عدة خطباء في هذا الإجتماع، وتبادل وجهات النظر في الموضوع، تألفت لجنة خاصة لتحضير مشروع الاتحاد، تتألف من العلماء الأجلاء السادة:
مصطفى أقرفي الرباط
عمر الساحلي تارودانت
الحسن الرحماني مراكش
محمد كنون فاس
الحسن بناني فاس
وجدير بالذكر أن مراكش ونواحيها تتوفر على جمعية للعلماء، وسوس توجد بها جمعية أخرى، وفاس تحتضن جمعيتين، وهذه الجمعيات على ما يظهر منها ستنظم للاتحاد الجديد.
والشعب ينتظر من هذا الإتحاد الذي لا يزال في طريق التأسيس أن يبقى بمعزل من التيارات السياسية المختلفة والمناورات الحزبية المتضاربة التي تدس أصابعها في كل شيء، ليؤدوا مهمتهم السامية على أحسن وجه وأكمل نفع، ورسالتهم شريعة ظاهرة نقية يلزم أن تكون ملكا للشعب كله وللمسلمين عامة.
والمهم أن يعلم علماؤنا أن مقامهم في نظر الشعب مرموق ومحترم ما داموا يؤدون رسالة الإسلام كما أمر الله سبحانه أن تبلغ للمومنين جميعا خالصة طاهرة نقية.
ومهمة كل عالم هي الإرشاد والوعظ وتقوية الإيمان في نفوس المسلمين دون فرق ولا تمييز، ومحاربة البدع والخرافات، والوقوف في وجه الخلاعة والإباحية والإلحاد، سواء أتت من الصغير أو الكبير.
فإذا ما كانوا سيسيرون على هذا المنوال في اتحادهم الجديد فالشعب سيفتح ذراعيه لاحتضانهم، وهو على استعداد لتأييدهم والتصفيق لمشروعهم والإهتداء بإرشادهم، وإلا سيكون في حذر من كل ما يصدر عنهم مهما كان لونه وشأنه”.