مشروع تهيئة مرتقب لأقدم ساحة عمومية وسط مدينة فاس
هوية بريس- متابعات
تكاد لا توجد ساحة عمومية بمدينة فاس تضاهي في شهرتها ساحة فلورانس، فهي القلب النابض للعاصمة العلمية نظرا لاحتلالها موقعا استراتيجيا، واطلالها على أهم شارع ألا وهو شارع الحسن الثاني، ما يجعلها قبلة لكل المارة وسط المدينة. لكن شهرة هذه الساحة لم يوازها الاهتمام اللازم بها، فتحولت من مَعلمة تزين وسط المدينة إلى فضاء يخدش صورتها لما لحقها من إهمال طيلة عقود.
وأضحت ساحة فلورانس في السنوات الأخيرة عنوانا للخراب في كل صوره، رغم أن تاريخ إحداثها يعود إلى الفترة الاستعمارية، إذ أنشأها الفرنسيون خلال عشرينات القرن الماضي وأطلقوا عليها اسم « ساحة ليوطي» المقيم العام الفرنسي آنذاك، قبل أن يتم تغيير اسمها إلى « ساحة فلورانس » بمناسبة عقد اتفاقية توأمة بين مدينة فاس ومدينة فلورانسا الإيطالية مطلع ستينات القرن الماضي.
إدراكاً لأهمية هذه الساحة وقيمتها التاريخية بعد طول انتظار، يشار في هذا السياق أنه من المقرر أن تنطلق عملية إعادة تهيئتها قريبا، إذ ستستغرق أشغال إنجاز هذا المشروع الذي تشرف عليه شركة العمران، ثمانية أشهر، تتمة لأشغال التهيئة المنجزة خلال السنوات الأخيرة بشارع الحسن الثاني.
واستنادا للمعطيات التي كشفت عنها الشركة في قلب عملية التأهيل هاته، التي خصص لها غلاف مالي يقدر بـ10,58 مليون، سيشكل بناء عدة نوافير عنصرا هاما، فبالإضافة إلى النافورات الصغيرة ستتميز هذه العملية بإنجاز نافورة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 4 أمتار مزودة بنفاثات مائية متحركة، كما سيحظى الجانب المتعلقة بالإنارة بالأهمية، حيث سيجري اعتماد نظام للإضاءة المحيطية مع تزين هذه الساحة بتهيئة فضاءات خضراء مما سيوفر للسكان والزوار إطار متميزا للاسترخاء.
ويتضمن هذا المشروع إنجاز مجموعة متنوعة من الأشغال، تبدأ بمرحلة تحضيرية تشمل إزالة المواد غير المناسبة وأعمال الحفر ووضع الأرصفة، إضافة إلى وضع أنابيب الصرف الصحي ومواد التكسية، وتركيب الأثاث والألعاب.
كما سيتم إيلاء أهمية خاصة لإدارة الشبكات تحت أرضية (الماء والكهرباء والهاتف) لضمان تكامل المرافق الجديدة. وتشمل الأشغال أيضا إنجاز قنوات تصريف المياه وكذا المرتبطة بمختلف الشبكات. وعلى امتداد أشغال الورش، الذي يندرج ضمن مقاربة شاملة لتثمين الموروث الحضري لمدينة فاس، سيتم إجراء عمليات للمراقبة لضمان جودة واستدامة الأشغال المنجزة.