مصيبة الطلاق
هوية بريس – خالد مبروك
سبب آخر نذكره ضمن أسباب الطلاق التي تم ذكرها في المنشورات السابقة وهو: البرود العاطفي أو الحرمان العاطفي، أو البخل والشح في العاطفة.
يحدث هذا إما من الزوج و اما من الزوجة.. تجد أحد الطرفين محروما من الاهتمام العاطفي، والحضن ، الابتسامة ، و المزاح المشروع ، و كلمات الحب ..
يحاول أن يشرح للطرف الآخر حاجته لذلك، إلا أنه يقابل بالرفض بدعوى أن الوقت غير مناسب.. دائما يكون الوقت غير مناسب.. و ما هو الوقت المناسب!؟ لا ندري !!
لابد أن نتعلم تلبية حاجة المحبوب، خصوصا شريك الحياة.. فإذا كنت لا تحتاج فهو يحتاج.
و دونكم قدوتنا صلى الله عليه و سلم:
1- عن عائشة رضي الله عنها :كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ جالسًا فسمِعنا لغطًا وصوتَ صبيانٍ ، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فإذا حبشيَّةٌ تَزفنُ والصِّبيانُ حولَها ، فقالَ : يا عائشةُ تعالَي فانظُري . فَجِئْتُ فوضعتُ لحييَّ علَى منكبِ رسولِ اللَّهِ ، فجعلتُ أنظرُ إليها ما بينَ المنكبِ إلى رأسِهِ ، فقالَ لي : أما شبعتِ ، أما شبعت . قالت : فجَعلتُ أقولُ لا لِأنظرَ منزلتي عندَهُ” صحيح سنن الترمذي… لبى حاجتها و تركها حتى تشبع.
2- وروى النسائي عن عبد الله بن شَدَّاد عن أَبيه قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حسناً أو حسيناً، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الناس: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهرني صلاتك سجدة أطلتها! حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك؟! قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) رواه النسائي وصححه الألباني
ترك الطفل الصغير فوق ظهره حتى يقضي حاجته إلى اللعب..
أنا لا أدري كيف يغامر الزوج أو الزوجة حينما يغامر أحدهما و يترك شريكه يبحث عن حاجته للعواطف عند شخص آخر !!!!
بسبب ذلك، تحدث العلاقات المحرمة، لأن الزوج ترك زوجته دون أن يشبعها من حنانه و حضنه و عاطفته.. و الزوجة تركت زوجها دون اهتمام عاطفي و حضن يمتص شدة مشقة الحياة خارج البيت..
اهتموا ببعضكم، و احضنوا بعضكم ايها الأزواج.. فإن الذئب يأكل من الغنم القاصية ، فقد يأخذها منك الذئب، و قد تأخذه منكِ الذئبة… لا تترك شريك حياتك لوحده منعزلا بل شاركه في المضجع، و احتك بجسده.. فذلك حق من حقوقه.