«مضايا» السورية تصارع الموت جوعًا تحت حصار النظام و«حزب الله» الرافضي
هوية بريس – متابعة
الجمعة 08 يناير 2016
تتواصل معاناة سكان بلدة مضايا، غربي دمشق، من الجوع، مع استمرار حصار قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، لها منذ نحو 200 يومًا، دون أن يتمكن المجتمع الدولي حتى اللحظة، من إجبار النظام، على السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، رغم الإعلان عن قبوله إدخال كميات بسيطة منها، أمس الخميس.
وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين في المدينة، والبالغ عددهم نحو 40 ألف نسمة، إلى تناول الماء مع البهارات والملح، فيما تغص المشافي بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية.
وتسبب الحصار المفروض على المدينة، بارتفاع كبير في الأسعار، إذ بلغ سعر كيلو الرز 115 دولار أمريكي.
وباتت مشاهد الأطفال الذين يجمعون “الطعام” من أطراف حاويات القمامة، والعربات التي تنقل حشائش الأرض لطبخها، تتكرر يومياً في مضايا.
كما أصبح أكبر حلم للأطفال، هي وجبة مشبعة، حيث يقسم أحدهم، أنه لم يأكل شيئًا منذ 6 أيام، وأن أمه تقضي يومها تبحث عن حليب لأخيه الرضيع.
وأوضحت إحدى النساء اللاتي قابلهن مراسل الأناضول، ورفضت الكشف عن وجهها لأسباب أمنية، أنها “تغلي العظام أحياناً، وأحياناً أخرى تغلي الماء مع الملح وتقدمه لعائلتها”، مشيرةً أن “زوجها تورمت قدماه، وأصيب بضعف في الرؤية جراء الملح”.
فيما ناشدت أخرى، الأمم المتحدة انقاذهم مما وصلت إليه حالتهم، واشتكت من عدم توفر النقود اللازمة لشراء ما يسدون به رمقهم.
من جانبه قال، خالد أبو فاضل، أحد سكان المدينة، إن “برودة الطقس، حدّت من قدرتهم على صيد الحيوانات”، لافتاً أنه، بالرغم من انتظاره طوال اليوم لم يتمكن حتى الآن من اصطياد أي شيء.
وكان المكتب الطبي في مضايا، الخاضعة لسيطرة المعارضة، قال في بيان أصدره مطلع العام 2016، إن 23 مدنياً معظمهم من الأطفال والمسنين، قضوا جوعاً في البلدة، خلال ديسمبر 2015، إلى جانب مقتل 8 أشخاص، وبتر أطراف 6 آخرين، جراء انفجار ألغام زرعتها قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها في محيط المدينة.