معركتك أيها المسلم

05 يناير 2025 09:24

هوية بريس – خالد مبروك

إذا كنت لا تعرف : من أنت ؟ و من معك؟ و من عدوك ؟ و ماذا تريد ؟ و كيف تصل إلى ما تريد ؟ فأنت حينها مُغيَّب عن ساحة المعركة التي بدأت في السماء بين آدم و إبليس، ثم أذن الله أن تنتقل هذه المعركة من السماء إلى الأرض، لتكون أنت أيضا جنديا من جنود أبيك آدم و تدافع عن الحق الذي معه و عن الفطرة التي فطره الله و بنيه عليها ، في مواجهة إبليس و من معه من شياطين الجن و الإنس.

فمن أنت؟

أنت مسلم ، مستسلم لما جاء به النبي الأمين من عند رب العالمين، لا تجد في نفسك حرجا مما أنزله الله و أمرك باتباعه و الدعوة إليه.. قال تعالى :” فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ” (سورة النساء)..

عقلك مخلوق صغير وظيفته امتثال أوامر الخالق الكبير المتعال، لا ترد به ما جاء صحيحا صريحا واضحا في أحكام القرآن و السنة ، مما نعلم صلاحيته لكل زمان و مكان، كالرضا بأحكام الله في الحدود و في المواريث و في لباس المرأة و غير ذلك مما أوجبه الله على عباده .. فإذا تقرر ذلك عندك و عند غيرك ممن رضي بالله ربا و بالاسلام دينا و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا و رسولا ، فإن معنى ذلك أنكم على ثغر عظيم في هذه الحرب الواضحة للبعض و المغيبة عن البعض..

من عدوك؟

يقول الله :” وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيَٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًا”

إن كل من يحارب فطرة آدم و يصد عن شعائر الله يعتبر شيطانا من جنود إبليس، إنسيا كان أم جنيا..
و من جنود إبليس في زماننا من يدعو إلى التحرر و الخروج عن حدود الله التي حدّها لعباده..
و مما يدعو إليه جنود الشيطان بلا حياء و لا حشمة و لا إيمان :
1- الحرية في نزع ثياب الحياء و الحشمة و العفة عن بني آدم، التبرج و السفور و العري.. قال تعالى:” يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَٰتِهِمَآ ”

2- الحرية في ممارسة الزنا مع أي مخلوق كيفما كان بشرط الرضا بين الطرفين.. فيبيحون زنا الولد بوالدته، و والده ، و جدته، و جده ، و ابنائه، و حيوانات زريبته.. و الله يقول :” وَلَا تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلًا”.

3- الرضا بالتحاكم إلى العالمانية و الليبرالية و غيرها من القوانين الوضعية، التي وضعها البشر ، و التي تخالف حكم الله… و الله يقول :” أَفَحُكْمَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍۢ يُوقِنُونَ”..

وماذا تريد ؟

أنت لا تريد إلا الرجوع إلى الجنة التي كان فيها أبونا آدم عليه السلام.. لكن لابد من الانتصار في معركة الأرض أولا ، فالدنيا قنطرة للوصول إلى الجنة..
نريد أن نعيش جنة الدنيا قبل جنة الآخرة..
جنة الدنيا هي معرفة ما يريده الله، و العمل بذلك، و الصبر على ذلك، و الدعوة إلى ذلك..
لا نغتر بدنيا فانية، و لا ينبغي أن نمد أعيننا إلى ما وصل إليه العالمون من تقدم دنيوي في مقابل التفريط في ديننا الذي هو عصمة أمرنا، فالفوز الحقيقي هو دخول جنة فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.. حينها نكون قد انتصرنا لأبينا آدم في المعركة التي بدأها و تركنا نخوضها معه.

وكيف الوصول ؟

العلم سلاح قوي للمواجهة، “إقرأ باسم ربك” ، “إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم”..
صناعة رجال يحملون هم دينهم، و يعملون بجد في مختلف مجالات الحياة، التعليم و الصحة و الصناعة و التجارة و التكنولوجيا و الفلاحة و غيرها… هؤلاء سينجبون أبناء يسيرون على درب آبائهم… يحددون أهدافا و يسطرون لها مسطرة يسيرون عليها، حتى يظهر الحق و يزهق الباطل أمامه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M