معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في أزمة غير مسبوقة

هوية بريس – متابعات
في ظل تفاقم التحديات المناخية والضغوط المتزايدة على الموارد المائية، أصبح الأمن الغذائي في المغرب مهددًا أكثر من أي وقت مضى. ويشكل التكوين الزراعي إحدى الركائز الأساسية لمواجهة هذه التحديات، غير أن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، المؤسسة التي لعبت دورًا محوريًا في تكوين الأطر الفلاحية العليا، يمر اليوم بأزمة حادة تهدد استمراريته.
🏛️ صرح علمي في مهب الريح
على مدار أكثر من نصف قرن، كان المعهد حجر الأساس في تكوين الخبرات الزراعية والبيطرية في المغرب، حيث ساهم خريجوه في تطوير الإنتاج الفلاحي، وتدبير الموارد المائية، وتعزيز البحث العلمي في مختلف المجالات الزراعية.
لكن اليوم، يواجه هذا الصرح العلمي تراجعًا خطيرًا في أدائه الأكاديمي والإداري، وفق ما أفادت به مصادر عليمة من المعهد، الأمر الذي يهدد مستقبله ومكانته الريادية.
⚠️ اختلالات في التدبير وتراجع البحث العلمي
كشف بيان نقابي حديث عن اختلالات جوهرية يعاني منها المعهد على مستويات عدة، أبرزها:
* ضعف الحكامة والتدبير الإداري بسبب غياب رؤية استراتيجية واضحة.
* تراجع جودة التكوين، مما ينعكس سلبًا على مستوى خريجي المعهد.
* ضعف البحث العلمي، مع انخفاض عدد المنشورات العلمية وبراءات الاختراع.
* تهميش الكفاءات الأكاديمية، وغياب بيئة محفزة للأساتذة الباحثين.
وبحسب العديد من المتتبعين، فإن الإدارة الحالية تتحمل مسؤولية كبيرة في تفاقم هذه الأزمة، بسبب قراراتها الارتجالية ونهجها الإقصائي تجاه بعض الأساتذة والباحثين، إلى جانب هدر الموارد المالية في مشاريع غير مدروسة.
🚨 سوء تدبير وإهمال البنية التحتية
من بين أبرز المؤشرات على سوء التدبير، وفق ذات المصادر، إهمال بعض المرافق العلمية الحيوية، مثل محطة معالجة المياه العادمة، التي كانت تعتبر نموذجًا رائدًا على المستوى الوطني، حيث تعرضت للإهمال والتدمير، ما أدى إلى فقدان إحدى أهم الأدوات العلمية بالمعهد.
كما أن التدهور الواضح في البنية التحتية والتجهيزات البيداغوجية أصبح يُلقي بظلاله على مستوى التكوين، مما زاد من استياء الطلبة والأساتذة الباحثين على حد سواء.
📉 تراجع الإشعاع الدولي وتأثير الأزمة على الأساتذة
لم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، حسب المصادر ذاتها، بل انعكست سلبًا على المكانة الدولية للمعهد، حيث شهد تراجعًا في عدد المنشورات العلمية والتعاونات البحثية الدولية، مما أفقده جزءًا من إشعاعه الأكاديمي.
أما على المستوى الداخلي، فقد أثر هذا الوضع على الحافز الأكاديمي للأساتذة والباحثين، الذين أصبحوا يشعرون بالإحباط نتيجة غياب بيئة أكاديمية محفزة، وهو ما يتناقض تمامًا مع الصورة التي كان عليها المعهد في السابق.
❓ هل تتحرك السلطات لإنقاذ المعهد؟
مع استمرار هذه الأزمة، يواجه التكوين الزراعي في المغرب خطرًا حقيقيًا في وقت تحتاج فيه البلاد إلى كفاءات مؤهلة لمواجهة التحديات المناخية وضمان الأمن الغذائي. الأمر الذي يفرض تدخلا عاجلا من قبل السلطات المختصة لوضع حد لهذا التراجع وإنقاذ المعهد من الانهيار.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه:
هل ستتدخل الجهات المعنية لإنقاذ معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، أم أن هذا الصرح العلمي سيشهد مزيدًا من التدهور؟