مع اشتداد خطر وباء “كورونا” وموت مغاربة بسببه.. 2M “ناشطة” في سهرة غنائية!

هوية بريس – عابد عبد المنعم

في هذا الوقت العصيب الذي يمرُّ به المغرب، وتبذل فيه كل القطاعات، ودون استثناء، مجهودات كبيرة لمحاصرة الوباء، وتأطير المجتمع، ورفع الوعي بخطورة هذا الفيروس الذي يمكن أن يودي بحياة كثير من المغاربة، في هذا الوقت بالذات لازالت القناة الثانية مصرة على صناعة التفاهة، والتسويق للتافهين، وعدم إيلاء اهتمام لما يقع حولها؛ بل بالقرب منها بمدينة الدار البيضاء.

فالمفروض في القطب الإعلامي العمومي، ومنه هذه القناة التي لطالما عبر كثير من المغاربة أنها لا تمثلهم، أن يقوم هو الآخر بدوره كما يجب، فالمغاربة جلهم داخل بيوتهم، ونسب مشاهدة القنوات مرتفعة جدا، ولدى المواطنين كثير من الحاجيات والتساؤلات، فالواجب يقتضي أن تستقطب القناة السياسيين وعلماء الدين والاجتماع والطب الجسدي والنفسي.. وغيرهم، ليقدموا بعض الإجابات على أسئلة المواطنين الذين يدفعون الضرائب، وينقذون “دوزيم” في كل مرة من الإفلاس.

فبالله عليكم ماذا سيستفيد المغربي من سهرة دوزيم في وقت الذروة، ومن “الشطيح والرديح”؟ وفي إطار الحجر الصحي وفرض حالة التجوال بعد السادسة مساء، ماذا ننتظر خاصة من الشباب الجامح بعد شحنهم ودغدغة شهواتهم؟

هل هذا إعلام مسؤول يمثل الوطن؟

هل هذه القناة تعي الدور الخطير الذي تقوم به في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها المغرب؟

الكل تعبأ من أعلى السلطة إلى أسفلها، من أجل عدم تفشي الوباء وإنقاذ أرواح الناس أولا، والكساد الاقتصادي والاجتماعي..وغير ذلك ثانيا، لكن “دوزيم” وحتى بعد رحيل “سطايل” لم تتخلى عن خطها ومنهجها الذي رسمته مذ انطلاقها سنة 1989م.

هل المواطن المغربي المطحون الذي توقف دخله محتاج للغناء وهز الأرداف، أم إلى أن يستمع إلى من يشرح له المبادرات التي تقوم بها الدولة من أجل رفع المعاناة عن الأسر المقهورة؟

كل المهرجانات الغنائية في ربوع الوطن تم توقيفها، لكن سهرات دوزيم التي يتجمع فيها كثير من الناس، وتشكل خطرا على حياتهم لازال مسموحا بها، بل وتبث “على عينك أبن عدي”!

وكرد فعل على هذا التصرف اللامسؤول، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس السبت بعد سهرة دوزيم الغنائية، وعبر كثير من النشطاء والصفحات عن غضبهم من بث السهرة الغنائية، خاصة وأن المغرب يفقد كل يوم ضحايا بسبب كورونا، وكثير من الأسر المغربية تعاني الألم بسبب أقارب لهم يعانون من الوباء.

وفي هذا الصدد كتب معلقون:

– بعد وصول عدد حالات الفيروس ببلادنا إلى 402 حالة، وارتفعت حصيلة الموتى إلى 25 ضحية … أقامت قناة 2M سهرة على شرف الضحايا تحت شعار “لي بغا يموت إيموت”.

– كورونا فيروس مؤقت… قناة 2M فيروس دائم…

– في ظل هذه الظروف الحالكة وحزن أسر المتوفين بجائحة كورونا تصر القناة الثانية على الاستمرار في استفزازها لمشاعر ملايين المغاربة.

– واش اعباد الله ربع مليون مصاب عبر العالم. وآلاف من الموتى ضحايا كورونا وللاهوم دوزيم دايرة سهرة ديال الشطيح والرديح .انا لله وانا اليه راجعون.

– لي مزال كيتفرج فهاد لقادوس إمشي يموت حسن ليه. سهرة مفتوحة ومكتضة ولمساجد أغلقت “ملي غديرو تجمع هنا مع احتياطات علاش مديرو نفس شيء فلمسجد يوم الجمعة وميفلتوش ناس لجمعة كيما مفلتوش سهرة؟!! هل الشطيح يستحق وصلاة الجمعة لا تستحق يدار عليها شوية لمجهود ومتحبسش؟!! محتارموش تا عائلات الضحايا المرضى وحتى لي ماتو. الله يلعن لي ميحشم.اهـ.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق ودعا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة دوزيم وحذفها نهائيا من قائمة القنوات، معددين ما أسموه “مخازي 2M”، كبثها لمجموعة من المسلسلات والأفلام التي اعتبروها خليعة، وبرامج تدمر الأخلاق والحياء، وبثها المباشر لمهرجان موازين، وتطبيعها العلني مع الزنا والشذوذ والعلمانية، واستهدافها للمرجعية الإسلامية المنصوص عليها في الدستور.