الريسوني يكتب: مغاربة مزوَّرون يَزُورون دولتهم المزوَّرة

11 يوليو 2024 09:33

هوية بريس – د.أحمد الريسوني

 من حين لآخر يقوم وكلاء الكيان الصهيوني بالمغرب بتلقيط مجموعة ما من المتسولين، وتجهيز زيارتهم – أو زفافهم – إلى يسرائيل..

تارة يقال لنا: مجموعة من الفنانين يزورون يسرائيل. وتارة يقال: مجموعة من الصحافيين بدعوة من يسرائيل.. وتارة يقال: وفد من رجال المال والأعمال في ضيافة يسرائيل، وتارة يقولون: شباب معاربة في زيارة ليسرائيل..

وطبعا لا بد لأي زفة ممن يُطبّلون ويُزمرون، وينشرون الضجيج الاحتفالي اللازم.. وللإعلام الصهيوني وتوابعه باع طويل في الترويج والتطبيل، والتزوير والتضليل.. فهم يجعلون من المرتزقة المتسولين دعاة تعايش ورواد تسامح، ويجعلون من العبيد وخُدام المجرمين دعاةَ سلام ووئام!!

عندنا مثل شعبي مغربي، بليغ وحكيم، ينطبق تماما على هذه المجموعات من المغاربة المزوَّرين المتسولين، وهو: “البعرة كتقلّب [أي تبحث] على أختها أربعين يوما في البحر”!

وبما أن مغربنا المجيد، قد نبت فيه مغرب جديد، هو مغرب كل الثقافات والتفاهات، فقد نبتت فيه مخلوقات غريبة جديدة؛

وهكذا ظهر في المغرب “مغاربة” مزورون، لسمعته مخربون، ولدينه وهويته محاربون، ولتاريخه وحضارته متنكرون..

وحيث أن “إسرائيل” هي أيضا دولة مزورة، وشعب ملفق مزور، كما يشهد بذلك حتى مؤرخون وباحثون يهود..

فكان لا بد أن تبحث البعرة عن أختها..

ولقد بحثت بعرةُ إسرائيل المزورة، عن بعرة مغاربة مزورين، يشهدون لشرعيتها ولجرائمها، حتى وجدتهم واستخرجتهم من قاع البحر.. وبحث المغاربة المزورون عن دولة مزورة تناسبهم، تقبلهم وتستقبلهم، و”تُدَوّر معهم”، فلم يجدوا غير بعرة إسرائيل..

في المستقبل – ومن يدري؟ – قد يجد هؤلاء المغاربة المزورون وأمثالهم، من يعتني بهم، ويدفع لهم أكثر، فيهرولون ليتشهدوا مثلا: بأن البوليساريو حق، وأن دولتهم المزورة حق، وأن التعايش مع الجمهورية الصحراوية حق، وأن الاعتراف بها حق، وأن إكرام الجار حق، وأن التسامح حق..

مغاربة تافهون تائهون: بلا عقيدة، وبلا مبادئ، وبلا قيم ولا أخلاق، لن يكونوا أبدا مغاربة حقيقيين، بل هم مجرد لقطاء محليين، فلذلك يذهبون عند نظرائهم وإخوانهم اللقطاء الدوليين..

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «إنها ستأتي على الناس سنونَ خداعةٌ: يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة». قيل: وما الرويبضة؟ يا رسول الله قال: «السفيه يتكلم في أمر العامة».

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M