مفكر مغربي: العرب غارقون في “متلازمة ستوكهولم” والدولة الفلسطينية مستحيلة!
هوية بريس – علي حنين
في إطار السجال السياسي الدولي حول القضية الفلسطينية، اعتبر الكاتب والمفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري أن السفير الأمريكي في إسرائيل وجه “صفعة قوية” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في رد لاذع على إعلان الأخير استعداد بلاده للاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال الكنبوري في تدوينة لافتة نشرها على صفحته الرسمية، “السفير الأمريكي في إسرائيل وجه اليوم صفعة قوية على خد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جعلته يترنح”، موضحًا أن الرد الأمريكي جاء على لسان السفير الذي خاطب باريس قائلاً: “على فرنسا أن تقتطع جزءًا من أراضيها وتمنحها للفلسطينيين”.
وأشار الكنبوري إلى أن “هذا سفير أمريكا في إسرائيل، لا سفير إسرائيل في أمريكا”، في إشارة إلى قوة النفوذ الأمريكي المباشر في الصراع الفلسطيني.
🔸العرب.. عجز أمام الإهانات الدولية
وطرح الكنبوري تساؤلًا مريرًا: “عندما يرفع السفير الأمريكي صوته في وجه رئيس فرنسا، هل يستطيع الحكام العرب كلهم رفع أصواتهم في وجه سائق تاكسي أمريكي؟ بالطبع لا”، معبرًا عن استياءه من الهوان العربي في مقابل الصلف الأمريكي.
وأضاف: “لكن ماذا يريد السفير الأمريكي المبجل أن يقول للعرب؟ يريد أن يقول لهم: أنتم تافهون، تريدون التفريط في مقاومة تريد رفع رؤوسكم، لكنكم ممن أخلد إلى الأرض واتبع هواه”.
🔸”متلازمة ستوكهولم” تفسر الموقف العربي
وفي تشبيه سيكولوجي لافت، يرى الكنبوري أن الأنظمة العربية تعاني من “متلازمة ستوكهولم”، تلك الحالة التي تجعل الشخص يتعاطف مع من يسيء إليه.
وكتب: “العرب مصابون بمتلازمة ستوكهولم… المقاومة تدعوهم إلى دار السلام وأمريكا تدعوهم إلى الجحيم وهم يتبعونها طائعين”.
🔸”الدولة الفلسطينية؟ مستحيل عظيم”!
وفي تشاؤم واضح من إمكانية تحقيق الحلم الفلسطيني ما دام الكيان الصهيوني الغاصب قائما.
قال الكنبوري: “الدولة الفلسطينية لن تقوم أبدا وإسرائيل قائمة. مستحيل استحالة مطلقة”، مضيفًا أن هذا الأمر “كان مستحيلاً قبل سبعين عامًا، وهو اليوم أكثر استحالة، والأكثر استحالة يسمى المستحيل العظيم”.
وتابع: “كانت مستحيلة عندما كانت الدول العربية تعقد القمم وتخرج بقرارات مزمجرة… وكانت مستحيلة عندما كانت الدول العربية تندد، فكيف تكون اليوم وقد باعت الدول العربية أهل فلسطين ولم تحرك ساكنًا رغم التقتيل اليومي؟”.
🔸تساؤلات حول الزكاة والتعاطف
واستغرب الكنبوري من الانتظارية العربية تجاه الاحتلال الصهيوني، قائلاً: “هل يعرف العرب أن اليهود ليس في شريعتهم إعطاء الزكاة للفقراء والمساكين وعابري السبيل؟ فكيف ينتظرون الزكاة ممن يأخذها؟”.
🔸من هو الانتحاري الحقيقي؟
وهاجم الكنبوري من يصفون المقاومة بأنها انتحارية، قائلاً: “الانتحاري الحقيقي هو من يضع عنقه تحت السيف الأمريكي ويستسلم”، مضيفًا: “ما تقوم به الدول العربية يسمى الانغماس في العدو، وهو ليس انغماس المجاهد الذي يخترق صفوف العدو بل انغماس الذبابة في كوب شاي ساخن”.
🔸”آيات تتنزل كل يوم والعرب لا يعقلون”
وفي ختام تدوينته، أشار الدكتور الكنبوري إلى أن ما يجري منذ 7 أكتوبر 2023 هو آيات متتالية تتنزل على العرب، لكنهم “لا يعقلون”، حسب وصفه.
وكتب: “تصريحات ومواقف وسخرية وإهانات لقرارات القمم العربية، لكن العرب شاردون. وأكبر آية هي أن هذه المعركة تجري في أرض الرباط ومهبط الأنبياء وأولى القبلتين، وتجري ضد عدو وصفه الله بأنه عدو الله”.
وختم بالآية الكريمة: “قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ “، مشيرًا إلى أن الآية تخاطب فئة ثالثة صامتة: “لقد كان لكم”.
