مفكر مغربي: المغاربة عطشى لنخبة تعبّر عن هويتهم الأصيلة

هوية بريس – علي حنين
شهدت قناة “ميدي1 سات” مؤخرًا بثّ مناظرة فكرية بين الدكتور محمد طلال لحلو، الباحث القدير في الفكر الإسلامي، وأحمد عصيد، الناشط الأمازيغي المثير للجدل، في حلقة تناولت قضايا الهوية والدين والدولة.
وقد حظيت هذه المناظرة باهتمام واسع في أوساط المتابعين، نظرا لطبيعة الطرح وجرأة النقاش حول ثوابت الأمة وقضايا المرجعية الإسلامية في مواجهة دعاوى الحداثة المعلّبة.
المناظرة، التي غلب عليها التباين الصارخ في المرجعيات والمنطلقات، عكست مدى عمق الصراع الفكري بين دعاة التغريب والتشكيك، وبين الأصوات الأصيلة التي تدافع عن ثوابت الأمة وهويتها الحضارية.
🔸المغاربة عطشى لصوت يعبر عن هويتهم
وفي تعليق لافت على هذه المناظرة، قال الباحث والمفكر المغربي إدريس الكنبوري إن المقابلة بين طلال لحلو وأحمد عصيد “كشفت عطش المغاربة لنخبة جديدة تعبّر عنهم وعن هويتهم الدينية والثقافية”.
وأوضح الكنبوري، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فيسبوك”، أن الدكتور طلال لحلو “قدّم صورة النخبة المغربية التي نتطلع إليها”، باعتباره مثقفًا متمكنًا من أدوات التحليل، يحاور بمنطق علمي رصين، ويعبّر عن المرجعية الإسلامية بكل اتزان وعمق معرفي.
وأضاف الكنبوري:
“كان لحلو يعبر عن عمق إسلامي مغربي صادق، صامت في الأغلب، يشتغل بصمت، بينما كان الطرف الآخر يتحدث بخفة واستهزاء، على طريقة البرامج الاستعراضية”.
🔸عصيد و”العقلانية” المغلوطة
انتقد الكنبوري الطريقة التي تعامل بها عصيد مع المناظرة، مشيرًا إلى أن طرحه اعتمد أسلوب التهكم والتسطيح، في مقابل جدية وصرامة لحلو، الذي بدا واثقًا من علمه ومن أدواته الحجاجية.
ورأى أن “الفرق بين الطرفين هو أن أحدهما كان يزن كلامه بدقة، ويجتهد في تقديم رؤية معرفية متكاملة، بينما الآخر كان يلقي الكلام على عواهنه، ويسعى إلى دغدغة العواطف واستخدام الشعارات المستهلكة التي تجاوزها الزمن”.
✅ إشادة واسعة بالأداء العلمي للدكتور لحلو
وقد تفاعل عدد كبير من النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المناظرة، مُعبرين عن إعجابهم الشديد بالطرح العلمي والمنهجي الذي قدمه الدكتور محمد طلال لحلو.
وأكد هؤلاء النشطاء أن لحلو تفوق بحججه المحكمة وأسلوبه الهادئ على خصمه الذي لم يأت بجديد سوى تكرار شبهات قديمة مُجترة سبق أن ردّ عليها العلماء والمفكرون.
كما اعتبروا أن المناظرة كشفت هشاشة الخطاب “الحداثي” الذي يعتمد التهويل والتهوين دون تقديم مضامين علمية، في حين مثّل لحلو نموذجًا للمثقف المسلم الذي يحاور بثقة واطمئنان، متسلحًا بالعلم والبرهان.
وقال أحد المعلقين: “لقد جسّد الدكتور لحلو صوت الأغلبية الصامتة من أبناء هذه الأمة، الذين سئموا من خطاب التهجم على الإسلام وثوابته باسم التنوير والتقدم”.
وأكد آخرون أن المناظرة أعادت الأمل في بروز نخبة مغربية جديدة “تدافع عن مرجعية الأمة وهويتها، وتردّ كيد المتهجمين على الدين بالعلم والمنطق لا بالشعارات”.



