مفهوم التوفيق للعالم.. هل أصبح العلماء خَدَماً للسلطان بدل أن يكونوا ورثة الأنبياء؟
هوية بريس – متابعة
جوابا عن سؤال “هل أصبح العلماء خَدَماً للسلطان بدل أن يكونوا ورثة الأنبياء؟”، كتب الدكتور رشيد بنكيران “مصطلح “العالم” مصطلح شرعي ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تم تحديد مفهومه ووظائفه وانتمائه بوضوح في نصوص الوحي، وأجمعت الأمة الإسلامية على هذا التحديد، مما يجعله ثابتا لا يقبل المزايدة أو التحريف”.
ثم استدرك في منشور له على حسابه في فيسبوك “لكن، من المستحدثات التي تمثل انحرافا عن هذا الفهم الأصيل هي ما ظهر في الندوة الأخيرة المعنونة بـ: “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث“. حيث قدم وزير الأوقاف مفهوما جديدا مبتدعا للـعالم، يخالف ما قرره الشرع وما توارثته الأمة الإسلامية عبر تاريخها”.
يتجلى هذا المفهوم المبتدع، حسب الدكتور بنكيران “في النقاط التالية:
▪︎ حصر “العالم” أو “العلماء” في أولئك المنضوين فقط في مؤسسة العلماء التابعة للسلطة الحاكمة.
▪︎ القول بأن العلماء هم المحتاجون إلى الحاكم، وليس العكس، مما يضعهم في موضع التبعية المطلقة للسلطة.
▪︎ تقليص مهمة العلماء لتقتصر على مساندة الحاكم بالعمل على تخليق المحكومين، أي تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية بما يخدم مصالح السلطة”.
وأضاف مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات “أي حسب المفهوم المبتدع للوزير: أن العالم منضو تحت مؤسسة الحاكم ومحتاج إليه ويسانده في تخليق المحكومين وترويضهم”، مردفا “هذا التصور يتنافى مع قواعد الشرع الحنيف والتراث الإسلامي الأصيل، الذي اعتبر العلماء أمناء الدين وحماة الشرع، يقفون في وجه الظلم ويصدعون بالحق، أيا كان موقع الحاكم“.
وتابع بنكيران “ومن وصف بهذه الصفات الجديدة التي تربط العالم بالحاكم دون استقلالية، أُطلق عليهم في التراث الإسلامي وصف “علماء السلطان“، تمييزا لهم عن “علماء الشرع والفرقان“، الذين يستمدون مكانتهم من التزامهم بالكتاب والسنة بعيدا عن هوى السلطة أو إملاءاتها”.
وحذر بنكيران في آخر منشوره، بأن “العمل على نشر هذا المفهوم المبتدع وتنزيله يهدد دور العلماء الحقيقي ويغتصب ميراث النبوة منهم، ويضعف استقلاليتهم كموجهين ومرشدين للأمة، مما يستوجب التصدي له بالعودة إلى أصول الفهم الإسلامي الصحيح لدور العلماء ومكانتهم”.