مقاربة (طارل) وما تقتضيه

07 سبتمبر 2025 22:19

مقاربة (طارل) وما تقتضيه       

هوية بريس – ابراهيم أقنسوس

إن تجريب منظومتنا التربوية لما يسمى بمقاربة (طارل)، أو ما أصبح يسمى (برنامج الدعم المكثف)، الذي ينتظر أن يفضي بعدها إلى ما يسمى بالتعليم الصريح، يقتضي بداهة، تقديم  مجموعة من الملاحظات التي تبدو رئيسة، والتي يفترض  استحضارها واستصحابها قبل وأثناء تنزيل عناصر هذه النظرية ؛ ملا حظات أشير منها إلى ما يلي:

_ الملاحظة الأولى: وتتعلق بموقع هذه المقاربة الجديدة، بالنسبة إلينا، ضمن التجارب والمقاربات السابقة، التي شهدها حقلنا التربوي التعليمي، ما يعني أننا نحتاج إلى تقويم علمي تربوي لمجمل المقاربات التي تم اعتمادها عندنا، منذ الإستقلال وإلى اليوم، (…الأهداف، الكفايات، الإدماج..)، بما يفضي إلى تحديد أوجه النجاح والخلل فيها، فلا معنى لاعتماد مقاربة جديدة، دون تقويم دقيق للمقاربات السالفة، ودون استدماج لنجاحاتها المحققة ؛ والملاحظ أن مجمل أحاديثنا التقويمية، تنصب على مناقشة التكلفة المادية، للتجارب السابقة، وهذا جزء من التقويم ضروري ولا زم، والذي يعني، ويجب أن يعني، ترتيب الجزاءات القانونية على المخلين والمتاجرين بالشأن التربوي، ويبقى الجزء الثاني والأهم من التقويم، هو الإشتغال بالغاية وبالمردود التربوي والتعليمي للمقاربة المعتمدة ؛ والملاحظ أن جل المتدخلين في شأن مقاربة (طارل ) لا يصدرون عن قراءة فاحصة ونقدية للمقاربات التي سبق تجريبها، ما يعني أننا نمارس التجريب بمعناه السلبي، فنراكم الأخطاء والنقائص، بدل أن نراكم النجاحات والإيجابيات، لذلك نعود في كل مرة إلى نقطة البداية، أوالنقطة الصفر.

_ الملاحظة الثانية: وتعني المضمون العام لهذه المقاربة، والتي تهدف، حسب المصرح به في التكوينات،  إلى تحصيل التعلمات الأساس، (القراءة، الرياضيات، الفرنسية)، في حدودها الدنيا، بل والأقل من الدنيا، بالنسبة للعديد من تلاميذ التعليم الإبتدائي مثلا، والذين لا يستطيعون تجاوز عتبة (حرف) في القراءة، أو عتبة (رقم) في الرياضيات، ما يعني أن جزء مهما من المجهود الذي يبذله الأساتذة المكونون، وكذا المدرسون، غايته لا تتجاوز تحصيل المبادئ الأولية للعملية التعليمية التعلمية، وقلما يتم تجاوز ذلك ؛ فهل هذه الغاية، تستوجب كل هذه الجهود التربوية، وتقتضي كل هذه الإعتمادات المالية المرصودة ؟.

_الملاحظة الثالثة: وتتعلق بمساءلة ذاتنا الثقافية، وخلخلة أفقنا الفكري ؛ لماذا نتجه في كل مرة إلى استقدام نماذج تربوية جديدة، نروج لها، ونقوم بتجريبها، مع ما يعنيه ذلك من انتظار نتائج، لا يمكن تأكيدها إلا بعد عقود من الزمن، وبلا ضمانات محددة ؟. السؤال، أين ذهب تاريخنا التربوي التعليمي ؟، لماذا نتصرف وكأننا بلاد خلاء، بلا مثقفين ولا مفكرين، ولا علماء ولا خبراء، ولا باحثين تربويين ؟، هل نعجز عن ابتكار نظرية تربوية نستحقها، بالنظر إلى مسارنا التعليمي، الذي لم يكن دائما فاشلا، والذي أنجب لنا في لحظات فارقة من تاريخنا، العديد من الأساتذة والمفكرين والعلماء الكبار، الذين حملوا وأنجزوا مشاريع فكرية نظرية، اعتبرت جد متقدمة ؟.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة