مقارنة بين طفل غزة والطفل العابر لسبتة
هوية بريس – برعلا زكريا
من خلال تزامن الحرب المميتة التي يشنها الإحتلال الصهيوني على قطاع غزة و عبور أكثر من 6000 مغربي إلى سبتة بحرا أغلبهم قاصرين يظهر في الصورة مشهدان مختلفان تماما.
فالأول للطفل الفلسطيني الذي يعاني ويلات الإعتداءات الإسرائيلية و الحصار المفروض على القطاع بحرا و برا وجوا. فهو إما يتيم الأب أو الأم أو الأبوين معا أو فقد أحد إخوته أو أصدقائه ويعيش يوميا الإضطهاد الإسرائيلي الممنهج ويذهب إلى المدرسة شاقا طريقه بين الأنقاض تحت أصوات القصف ،هذا الطفل الفلسطيني تجده يصرخ في وجه الجنود. يمسك الحجارة بيديه الصغيرتين ويرشقها في وجه العدو دون الخوف من البندقية أو الدبابة، على صغر سنه يحمل هم تحرير الوطن، يحفظ الأناشيد وعلم بلاده لا يفارقه.
من جهة أخرى الطفل المغربي يعيش نسبيا في ظروف الرخاء. يمكنه الشعور بالأمن و السلام و ممارسة حياته الطبيعية بكل حرية. مقعده مضمون في المدرسة ويمكنه اللعب والمرح كيف يشاء و أينما يشاء توفر له أسرته احتياجاته الأساسية وأغلب أطفالنا صاروا ماهرين في الأجهزة الذكية و الألعاب الإلكترونية. لكن المفاجأة حين شاهدنا الأطفال المغاربة يغامرون بأرواحهم و يلقون بأنفسهم في عرض البحر من أجل بلوغ سبتة. وبعد أن وصلوا صرخوا بصوت عال (بغينا سبانيا)!!
من خلال الوقوف على هذا المشهد الصادم نتوصل لمخرجات مؤلمة على رأسها غياب حب الوطن وروح الإنتماء عند الطفل المغربي. وهنا يمكن التساؤل عن فعالية المناهج الدراسية وإن تضمنت التربية على المواطنة فما حصل دليل على أنها مجرد نظريات وكتابات لا تتحول لأفعال و سلوك.
ما أحوجنا للطفل الفلسطيني لكي نتعلم منه كبار و صغارا حب الوطن والإنتماء والتمسك بالهوية في وجه الأعداء.
التربية تبدأ من البيت والفقر ليس عيب، العيب هو الجهل