مقترح فرنسي لتقسيم الصحراء سنة 1900م
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
ملخص:
أورد موضوع (قضايا جنوب وهران) مقترحا في تقسيم الصحراء قسمين مستقلين، شرقي وغربي، الأول عاصمته بسكرة، والثاني عاصمته العين الصفرة، من أجل تجاوز الصعوبات التي تطرحها الهجمات المتوالية على نقط التواجد الفرنسي، المرفوض من قبل، سكان مغرب جنوب وهران بالواحات، والصحراء، مما يجعل الفرنسيس يطالبون السلطان بإرسال بعثة شريفية لعين المكان، لتسوية الوضعية المناهضة للاحتلال الفرنسي لتوات وكورارة، وواد الساورة؛ دون أن يكون ملزما، بالتخلي عنهم، تحت سيادة الكفار.
كلمات مفاتيح:
الززفانة، اولاد جرير، ادوي امنيع، سلطان المغرب، المخزن، تافلالت، اتوات، تيميمون، ريفويل، هاكوار، معهد قرطاج الإكليروسي، عين الصفرة، غردايا، مفوض رسولي شارل كيرين.
نص الموضوع:
تشير آخر التقارير الواردة من أقصى الجنوب، إلى أعرَاض تحسن حقيقي في الوضع بأقصى جنوب وهران، حيث قامت مائة خيمة من دوي امنيع بالتحضير للاستقرار في الزوزفانة.
من جهة أخرى أفادت الأنباء، أن أحد زعماء قبيلة اولاد جرير، طلب من قائد ملحق إيغلي، الإذن بإحضار ثلاثين خيمة، للاستقرار على الأراضي الفرنسية.
يبدو أن هذا الخبر، يشير إلى أنه لا؛ ادوي منيع ولا اولاد جرير، أوعلى الأقل الغالبية منهم، ليس لديهم نية في الاستفادة من أحدث التوافقات، الفرنكو مغربية، التي تسمح لعدد من أعضاء هذه القبائل، الذين لا يريدون العيش تحت السيادة الفرنسية، بالإنسحاب للداخل.
لم يكن القصد من هذه الفقرة في هذا الإتفاق “حفظ ماء الوجه فقط” للجلالة الشريفة، الذي لا يريد أن يقال بأنه يتخلى عن المومنين، لهيمنة الكفار.
لا يمكننا أبدا التفكير بجدية، في أن هناك فخدات من قبائل، ستتخلى عن أرض مراعيها التقليدية، من أجل محاولتها التسلل بين المجموعات المغربية، التي تحمل انطباعا سيئا على هؤلاء المتسللين لمراعيها.
لقد عيّن المخزن لجنة للتوجه لعين المكان، مع لجنة فرنسية، لدراسة تفصيلات طريقة للتعايش مع الفرنسيين.
نحن نعلم أنها مسألة ترسيم في حدود واسعة للغاية، وتوسيع القبائل التي تتطلب فهما في الدولة نفسها، يجب أن تشرع اللجنة المغربية في طنجة، وأن تمر عبر الجزاير العاصمة، في طريقها إلى الجنوب.
هذا ليس دليلا جديدا على أن سلطان المغرب، السهولة التي يشعر بسهولة إنفاذ سلطته في إمبراطوريته، لذلك سيجد مبعوثه صعوبة كبيرة في الذهاب مباشرة عبر الأراضي المغربية، إلى حدود البرابر، وادوي امنيع.
لطالما سعى المخزن إلى ترتيب وسيلة جديدة لتجنب خطوات تحرك الاحتلال الفرنسي إلى الأمام، من خلال منع ظهور نزاعات جديدة، علاوة على ذلك، يبدو أن السلطة الشريفة، تخشى بشكل خاص التصادم أثناء السير نحو الجنوبية.
يقال إنهم استدعوا الزعماء الدينيين ووجهاء تافلالت لحثهم على الامتناع عن أي كلام من شأنه تحريض الرحل في الناحية، كي يحاول البعض منهم المهاجمة على النقط الفرنسية في اتوات.
على الجانب المغربي يبدو أن هناك قدرا من الاهتمام لتجنب كل عمليات جديدة في تيميمون.
وفقا لبعض الأخبار، في ظل تنشيط احتلال أقصى جنوب وهران، كان السيد ريفويل قد قرر منح الصحراء تنظيما مستقلا، ونهائيا، تتطلبها ظروفها الملحة.
سيقسم الجنوب لمنطقتين، إحداهما في الشرق وعاصمتها بسكرة، والأخرى في الغرب، وعاصمتها عين الصفرة، وسيتم وضع عميد على رأس كل منهما، مع الاعتراف بأن هذا الخبر صحيح، يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت هذه لا تزال خطوة خجولة جدا نحو التنظيم الذي تتطلبه وحدة البلاد، وهو تنظيم القيادة الكبرى التي تشمل جنوب الجزاير كله.
السيد بازين من “الآباء البيض” (مؤسسة كنسية)، رئيس معهد قرطاج الإكليريكي تم تعيينه نائبا رسوليا للصحراء، والسودان، ليحل محل الأسقف الراحل هاكوارد.
قرار روما فصل هذا الجزء الواقع شمال خط عرض 20 درجة، لتشكيل عمالة غردايا الرسولية، ثم استدعاء شارل كيرين، لتكليفه مفوضا رسوليا.
التجارة الخاصة الجزائرية في 1900 بلغت 249 مليون واردات منها 195 من فرنسا، و221 مليون صادرات منها 165 من فرنسا.
——————-
أنظر: إفريقيا الفرنسية، 1901 تحت عنوان
Algerie : Les affaires du sud : q ص:342-343.