مقتل الولي الفقيه الشيعي… وقائد فاغنر!
هوية بريس – د.طارق الحمودي
قليل ممن يتابع الأحداث يستحضر عند قراءتها أن إيران دولة توسعية في أصلها وفرعها، ولا تزال تسعى إلى ذلك، ووفق نظرية أم القرى (إيران) التي أبدع صيغتها (لاريجاني) والتي تختصر المشروع الإيراني الفارسي في العالم، -وتشرح مقاصد كتاب (الحكومة الإسلامية) للخميني- وخاصة العالم الإسلامي فإن إيران هي أم العالم الإسلامي، والباقي دول دائرة في فلكها، أو يجب ان تدور في فلكها واقعا وشرعا وتاريخا، وهي تسعى إلى إصلاحها بإخراجها من المنظومة الفكرية والسياسية السنية إلى التبعية لإيران (أم القرى) محل إقامة حكومة (الولي الفقيه)، والتي بدأت بالخميني الهالك، ثم بعده بخامنائي، وقد كان الحديث دائرا حول خلافة (الرئيس رئيسي) له بعد موته، لكن الموت كان أسبق إلى الخليفة قبل المخلوف.
ما الذي يريده من يتحدث عن كونه كان خليفة ممكنا لخامنائي؟ لست أعرف الجواب على جهة التحديد ، فقد يكون (الضباب) سببا في تحطم المروحية، وقد يكون العطب في الطائرة ،وقد تكون تصفية حسابات… وقد يكون غير هذا وذاك…تعددت الأسباب والموت واحد.
ذكرني هذا بما وقع لقائد فاغنر الروسية…وقد قام بوتين بواجب العزاء في موته!
لن يفوتني إبداء تعجبي من الضعف التقني الذي تعيشه إيران رغم دعواها خلاف ذلك ،وملئها الدنيا ضجيجا بتهديداتها لإسرائيل (الحليف الاستراتيجي)، بل وإرسال بضعة طائرات ورقية وألعاب نارية بعد اغتيال ثلاثة من شياطينها في دمشق أو أكثر، وقد كانت ترى كيف يقتل آلاف الأبرياء في غزة ولم تحرك ساكنا ولا متحركا، بناء على جزء مهم في نظرية (أم القرى) والقاضي بتقديم مصلحة إيران على مصلحة أي مكان فيه مسلمون عند التعارض!
إيران مثل غيرها، دولة براغماتية سياسيا كما يقول علي شريعتي في (التشيع العلوي والتشيع الصفوي).
تعجبت حينما طلبت إيران (وريثة الدولة الصفوية الصوفية الفارسية) من العدو التاريخي لها، تركيا (وريثة الدولة العثمانية الصوفية التركية)، أن تساعدها في الوصول إلى مكان تحطم طائرة بعض زعماء القتل والاغتصاب والتدمير في سوريا والعراق واليمن…
صوت طحن بلا طحين…
هذه الكارثة الإيرانية الوطنية… فضيحة عالمية…
الذي نعتقده…أن الطريق إلى القدس يمر عبر طهران….سقوط طهران..يعني تحرير بيت المقدس…
كما كان الطريق إلى بيت المقدس عبر قاهرة العبيديين…
فالحل في الطريقة الأيوبية….
وإلا فالفرس الإيرانيون دائما يتعاونون مع الغرب، وقد كان الصفويون حلفاء البرتغال والإنجليز في محاربة الدولة العثمانية.. وقبل ذلك في التحالف مع التتار لإسقاط بغداد… وإسقاط بغداد مرة أخرى بالتحالف مع الأمريكان.. وقبل ذلك تحالف الخميني مع إسرائيل لإسقاط نظام صدام في الحرب العراقية الإيرانية…
والكلام في جيوسياسة المشرق الإسلامي ذو شجون…
أكتفي بهذا القَدْر… فإنه قطرة من قِدْر!
تحياتي للغواصين.
