مكانة العلماء في شريعتنا الغراء
هوية بريس – صلاح الدين المراكشي
تقدير العلماء واحترامهم واجلالهم من غير تقديس ديانةٌ يتقرب بها المسلم من ربه تبارك وتعالى وباب لنيل فضل رحمته ورضاه.
لقد عظم الله شأن العلماء في مواطن كثيرة في كتابه العزيز من ذلكم قوله تعالى (يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )
أولو الأمر : قال المفسرون: العلماء والأمراء.
وقال سبحانه ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
قال الإمام الشافعي – رحمه الله – ” فإن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي ”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنَّ العلماء ورثة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا، ولا درهماً، وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ”
نُذِّكر بهذا الكلام لأننا – في عصر – ابتُلينا حقيقة بمرض التطاول على حرمة العلماء، والنيل من مكانتهم ممن يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..؛ وممَّن لا يقيمون للدِّين وزناً .
بينما نجد في العصور المتقدمة وإلى عهد قريب احترام العلماء يفوق الخيال والتصور عما نحن عليه اليوم، يقول ابراهيم بن الأشعث ” رأيتُ سفيان بنَ عُيَينة يقبِّل يدَ الفضل مرَّتين ” !
وقال معاوية الضرير – أحد العلماء العاملين – صبَّ على يديَّ الأكل شخصٌ لا أعرفُه ، فقال الرشيد – ، يعني هارون الرشيد : تدري من يصبُّ عليك؟ قال، لا ، قال : أنا، إجلالًا للعلم !
ولذا؛ فمن واجب علمائنا علينا :
1- احترامهم: في التخاطب معهم، وسؤالهم، ودعوتهم، وإنزالهم منازلهم . قال صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالِمنا قدره ”
2- التجاوز عن هفواتهم : فليس من شرط العالِم أن يكون معصوماً، فأَرِح نفسَك ! – كان أحد من السلف إذا خرج ليطلب العلم يتصدق ويدعو الله بقوله : اللهم استر عيب شيخي عني ولا تحرم بركة علمه مني “.
3- حسن الظن بهم : فإذا كان ذلك مطلوبا تجاه اخوانك المسلمين فما بالك بالمسلم العالِم، محل ديانة وصدق وثقة وورع …
4- التثبت من صحة ما يُنسب إليهم : من افتراء وكذب للنيل من مكانتهم، وتشكيك الناس في مصداقيتهم ….!
5- الذَّبُ عن أعراضهم وردِّ الغيبة عليهم : ممن ينالهم بسوء . قال الإمام ابن عساكر – رحمه الله -: ” اعلم أخي وفقني الله وإياكم لما يحبُّه ويرضاه، أنَّ لحومَ العلماء مسمومة، وعادة منتقصيهم معلومة، ومن أطلق لسانه في العلماء بالثَّلبْ بلاه الله بموت القلب ”
6- الترحم عليهم ونشر علومهم : فإن الله تبارك وتعالى في عليائه، والملائكة في سمائه، والعجماوات على أرضه، والحيوانات – على مختلف أنواعها وأشكالها- في برِّه وبحره؛ لَيُصلُّون على معلِّم الناس الخير يدعون لهم !
فاللهم ارحم علماءنا وشيوخنا ممن دلَّنا عليكَ وقربنا إليك ، واحفظ من بقي منهم وارزقنا الأدب معهم .
موفق مسدد اخي الكريم . إلى الأمام ابها الفضلاء ممن حياكم الله بنور العلم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. لترشيد الأمة التي هي في أمس الحاجة إلى ما أودعه الله في صدوركم .فاوثق الصلاة الصلة بين الامة وعلمائه وهذا الجسر لا بد أن يبنى باسمنت الثقة وجديد الوفاء رمل الصبر والمثابرة