سيصبح ملايين السائقين المحترفين بلا عمل في المستقبل حيث سيُستبدلون بمركبات ذاتية القيادة، وفقا لما ذكره المدير الفخري لمركز بحوث السيارات، ديفيد كول في ولاية ميتشيغان الأميركية.
وأضاف كول “إن ذلك لن يحدث بين ليلة وضحاها” لكن السيارات الروبوتية سرعان ما ستبدأ بالعمل مكان السائقين المحترفين بأعداد ستكون “بالتأكيد بالملايين”.
ويوجد حاليا نحو 3.5 ملايين سائق شاحنة محترف في الولايات المتحدة، وفقا لاتحادات سائقي الشاحنات الأميركية، وهذا الرقم يتصاعد بسرعة مع دخول شاحنات جديدة إلى العمل في الطرقات.
ويتوقع أن تنقل الشاحنات 10.73 مليارات طن من البضائع هذا العام داخل الولايات المتحدة، وفقا لاتحادات الشاحنات الأميركية، مع توقعات بنمو هذا الرقم بنسبة 3% سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وللتعامل مع هذه الحمولة فإن شركات النقل الأميركية بحاجة إلى توظيف نحو تسعين ألف سائق جديد سنويا، لكن التوقعات تشير إلى أن الصناعة سينقصها خمسون ألف سائق هذا العام، وهو توجه يميل نحو الأسوأ منذ بدأ الاقتصاد بالانتعاش.
والطلب على السائقين لا يقتصر فقط على صناعة الشحن ولكن أيضا على سيارات الأجرة والحافلات وسيارات الليموزين وخدمات مشاركة الركوب مثل أوبر وليفت، وهاتان الأخيرتان تكافحان من أجل العثور على سائقين مؤهلين.
ويقدر بحث لجامعة هارفارد أن خمسة ملايين أميركي حاليا يعتاشون، أو على الأقل يعملون، بدوام جزئي كسائقين محترفين. لكن هذا الشيء سيبدو مختلفا تماما في المستقبل القريب.
فقبل سنة فقط دخلت التاريخ شاحنة ذاتية القيادة محملة بالبضائع عندما سافرت من كولورادو إلى مستودع يبعد 120 ميلا، ورغم وجود سائق محترف فيها طول الطريق إلا أنه لم يكن أبدا خلف المقود، وطوّرت الشاحنةَ شركة ناشئة تدعى “أوتو” أصبحت حاليا تتبع لشركة أوبر.
والهدف النهائي لشركات شاحنات النقل هو التحول إلى القيادة الذاتية، ويشير المؤيدون إلى مجموعة واسعة من المزايا، مثل انخفاض الازدحام المروري وتحسن كبير في سلامة الطرق السريعة.
ويضيف كول بأن هناك فائدة مالية أيضا، فالسائق البشري محدود في عدد الساعات التي يمكن أن يقطعها قبل أن يأخذ قسطا من الراحة، ولكن الشاحنة الروبوتية يمكن أن تعمل 24 ساعة يوميا على مدار الأسبوع، ودون المطالبة براتب في نهاية المطاف.
ورغم أنه يظل من الصعب جدا أن تحتل المركبات الروبوتية وظائف جميع السائقين المحترفين، إلا أن الخبراء يحذرون من أن هذا التوجه يبدو واضحا، وأن ما يصل إلى خمسة ملايين وظيفة بدوام كامل أو جزئي قد تختفي خلال العقد أو العقدين المقبلين.