منازل الخلق في مُدَافَعة الوباء
هوية بريس – ذ.عبد الحق مرزوك
الخلق في مُدَافَعة الوباء منازل. فليس من انْبَرَى إليه يُدَافعه مكشوفا كمن يدافعهُ في حصن أو من وراء جدر، ولا يستوي في ذلك المُدَافِعُ مُحَارَبَا مع من هو في سِلْم، ولا يستوي فيه المغترب مع نَزِيلِ الجماعة، ولا المُعْتَبِرُ مع الحيران، ولا قائم مع قَاعِد، ولا منفق مع مُمْسِك، ولا جوعان مع شبعان، ولا يتيم مع غيره، ولا أرملة أو مطلقة مع ذات بعل، ولا صابر مع مُتَأَفِف، ولا محتسب مع كفور، ولا مبال بأصل رزقه مع غير المبالي أمن حلال أم من حرام.
ولا يستوي في ذلك أيضا من حرضَ على النظام مع محرض الخلق على العصيان، ولا يستوي مُحَذِرُهُم ومُنْذِرهم وإن قسا مع مُؤْثِرِ نفسه، ولا يستوي العفيفُ عزيزُ النفس ذا الخلق مع قاطع الطريق المجرم كما الغرب اليوم.
فليْسُوا سَوَاءً…
ففي الحديث : ( إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ ). فانْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ.
