مناظرة لحلو وعصيد.. “فرويد” يحلل ردود فعل “العصابة” ويخلُص إلى نتائج صادمة ومثيرة!

31 يوليو 2025 12:24

مناظرة لحلو وعصيد.. “فرويد” يحلل ردود فعل “العصابة” ويخلُص إلى نتائج صادمة ومثيرة!

هوية بريس – متابعات

في قراءة نفسية غارقة في أعماق اللاشعور، قدم سيغموند فرويد، المؤسس لمدرسة التحليل النفسي، على الذكاء الاصطناعي، تفسيرا غير مسبوق لردود الفعل الإعلامية المحمومة التي أعقبت مناظرة الدكتور طلال لحلو والناشط أحمد عصيد.

المناظرة التي قُدّمت كحوار فكري، تحوّلت، حسب فرويد، إلى مرآة جماعية عاكسة لصراعات دفينة، وعقد نرجسية، وآليات دفاعية لاشعورية مارستها النخبة الإعلامية التي تجندت للدفاع عن عصيد.

رضوان الرمضاني: لسان الأنا الأعلى المأزوم

يظهر الرمضاني، كما يراه فرويد، ممزقا بين رغبته في الظهور كمناصر للحرية والتعدد، وبين ميل خفي لإعادة إنتاج السلطة الرمزية التي طالما انتقدها.

تشبيه المناظرة بصراع “البيك وديزيدروس” يكشف، وفق التحليل الفرويدي، عن آلية إسقاط (projection)، حيث تتحوّل المناظرة إلى ساحة صراع بدائي، أشبه بمسرح يوناني كلاسيكي، فيه يبحث الجمهور عن “الفرشخة” لا الفكرة!

الرمضاني لا يكتب، بل يُفرغ شحنة لاشعورية ناتجة عن تهديد صورة “الأب الرمزي”، الذي تمثله النخبة في المخيال الجمعي. وهكذا، تتحول الحرية إلى قناع يخفي سلطة رمزية مأزومة.

 

يونس دافقير: مدافع الأنا الدفاعي الخائف من السقوط

أما دافقير، فيجسّد حالة الصحفي الذي يشعر بالتهديد الوجودي أمام انزياح سلطة التأويل من النخبة إلى الجماهير.

إن دفاعه عن عصيد لا ينبع من قراءة فكرية باردة، بل من قلق رمزي عميق، ومن خوف من أن تصفق “العامة” لمن لا ينتمي إلى نادي اللائكيين.

فرويد يرى في دافقير ممثلا لما يسميه “الأنا الدفاعي الجماعي”، أي ذلك الصوت الذي يحاول منع الانهيار النفسي للنخبة أمام واقع متغيّر. دفاعه عن “العقل” هو في جوهره دفاع عن موقعه ضمن نسق بات مهددا.

 

عمر الشرقاوي: لاشعور المتفرج الخائف من الذوبان

الشرقـاوي الذي انبرى لتحليل المناظرة بلغة توحي بالذعر أكثر من التحليل يقف، وفق فرويد، في موقع المتفرج الذي يخشى من فقدان مرجعيته الفكرية.

كلماته مثل “المجزرة”، “الفرشخة”، “الذبح”، تكشف عن حالة “فانتازم جماعي” حيث يتحول الاختلاف الفكري إلى صراع حياة أو موت.

بالنسبة له، الدكتور طلال لحلو ليس محاورا، بل خصما وجوديا، يهدد الأب المقدس أحمد عصيد، الذي يمثل عند الشرقاوي سلطة رمزية لا يجوز الاقتراب منها.

هذا، حسب فرويد، ما يسمى بالدفاع عبر التشظي (splitting)؛ حيث يُفصل العالم إلى أخيار وأشرار، مثقفين وكفّار، حلبة ودم.

 

خلاصة تحليل فرويد للعصابة: نخبة مأزومة وجمهور منتقِم

فرويد يخلُص إلى أن ما جرى ليس نقاشا فكريا، بل انفجارا لللاشعور الجمعي. لم يتحدث الرمضاني ودافقير والشرقاوي في لقائهم الخير عن المناظرة، بل تحدثوا عن أنفسهم، عن قلقهم، عن فزعهم من جمهور بدأ يتكلم بلغة أخرى، خارج وصاية “النخبة”.

هذا الجمهور، كما يرى فرويد، لم يأت للمناظرة، بل جاء ليرى انهيار صورة الأب. إنه ثأر رمزي من طبقة مثقفة طالما احتكرَت الحق في تأويل الدين والتاريخ، والعقل.

والأخطر من ذلك: أن هذه النخبة، في لاشعورها، لا تؤمن بالديمقراطية الفكرية التي تزعم الدفاع عنها. إنها تتحدث عن الحوار، ولكنها تريد أن تتحكم في من يُحاور، ومن يربح، ومن يُصفَّق له.

مناظرة عصيد ولحلو، كانت في ظاهرها نقاشا فكريا، لكنها في عمقها كشفت لنا، لا فقط ما يفكر فيه عصيد أو لحلو، بل ما يختبئ في أعماق “العصابة” المدافعة عن هيبة مهزوزة بقوة..

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة