مناظرة ماري لوبان و الرئيس إيمانويل ماكرون سقوط أكاذيب الجمهورية العلمانية
هوية بريس – نبيل عمر يانسي
سنستأصل من الأحياء أصدقائي العصابات و المافيا و الإسلاميون كل الذين يريدون أن يفرضوا علينا قواعد وأساليب للحياة ليست لنا كانت هذه إحدى الجمل التي صرخت بها زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان في خطاب للأنصار في 12 أيلول 2021 تحت عنوان الحرية جامعة بين الإسلاميون (المسلمين) وبين المافيا و العصابات مستعملة تعبير الاستئصال الذي يستعمل في إجتثاث الأمراض الخطيرة
وفي المناظرة الشهيرة للمترشحين للرئاسة الفرنسية والتي جمعت بين ماري لوبان و الرئيس الفائز بالولاية الثانية إيمانويل ماكرون بسطت طريقة الاستئصال كيف ستكون ومن تعني بالإسلاميون فقد قالت علينا غلق المساجد 570 مسجدا وقالت أنا مع حظر الحجاب في الأماكن العامة وهكذا كشف العالم كذب الشعارات الليبرالية الفرنسية حول التسامح و الحرية فهذا التسامح وهذه الحرية ضهر في هذه المناظرة عبارة عن قطعة من التعصب الأعمى لكن بغلاف قشيب
والغريب في الأمر هو أن المناظر الذي يقال عنه معتدل والذي كان مع زعيمة اليمين المتطرف إيمانويل ماكرون لم يكن يختلف كثيرا فهو ليس أقل تعصبا من ماري لوبان فهو لم يقول بأن هذا تعصب أعمى يتنافى مع الحرية و التسامح شعار الجمهورية العلمانية بل قال بأنه مع حظر الحجاب في المدارس وضد حظره في الأماكن العامة لأسباب نفعية بحثة وليس لأسباب مبدئية لأن هذا حظر حسب إيمانويل ماكرون سوف يخلق حرب أهلية في فرنسا
ولنا أن نسأل ماذا سوف يكون رأي الرئيس إيمانويل ماكرون والمتطرفة ماري لوبان و الجمهور الفرنسي الذي إنتخب الزعيمين لو أن دولة إسلامية ما فرضت الحجاب في الأماكن العامة و المدارس على غير المسلمين كما يسعى كلا المتطرفين للفعل ألن يقال في إعلام الجمهورية العلمانية بأن هذا تطرف إسلامي وتعصب قرون وسطي وأن الإسلام ضد التسامح و حرية العبادة
ماذا لو قام زعيم مسلم بشيطنة غير المسلمين بالكذب عليهم كما فعلت زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان في خطاب حملة الحرية وقال سنستأصل من الأحياء أصدقائي العصابات و المافيا و الليبراليون و كل الذين يريدون أن يفرضوا علينا قواعد وأساليب للحياة ليست لنا ألن يقال في إعلام الجمهورية العلمانية بأن هذا إرهاب إسلامي و تعصب إسلاموي أعمى
في الحقيقة لا أحد يريد من المسلمين أن يفرض على النصارى و الليبراليين قواعد وأساليب للحياة ليست لهم وفي الحقيقة أن الإسلام و علماء المسلمين وعوام المسلمين أكثر تسامحا من الليبراليين بمليار مرة فعلا و قولا وحضارة الإسلام في الأندلس و في مصر أكبر شاهد على هذا التسامح وهذه الحرية الدينية التي وهبها الإسلام لغير المسلمين
التاريخ يشهد بأن المسلمين لم يسحقوا اليهود و النصارى في مصر و الأندلس لكن الليبراليين و النصارى أبادوا الهنود الحمر في أمريكا و المسلمين في الأندلس لماذا لأن الإسلام يأمر أتباعه بالتسامح مع أصحاب الملل و النحل لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ هذا هو تسامح الكرام الذي يكون عن علو في المنزلة ورفعة في المقام لا التعصب العلماني الذي يكون عن صغار في النفس وحقد دفين و الذي يطلق عليه مغالطة للعوام في أدبيات و إعلام الجمهورية العلمانية تسامح
الإسلام أكثر حرية من الليبراليين لأنه لا يقبل بفرض عقيدة ما و شعيرة ما على الليبراليين وعلى غير المسلمين كما لا يقبل بفرض العري والتبرج على بنات المسلمين كما تريد ماري لوبان و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأنه مع حرية العبادة فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) [الغاشية] هذا هو المفهوم النقي للحرية الذي يجب أن يدرس للتلاميذ الفرنسيين وللرئيس الفرنسي وللزعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ