منصة القرآن أم منصة تمييع الرموز؟.. سؤال حول توجهات القناة السادسة الدينية

هوية بريس – د.رشيد بن كيران
منصة القرآن أم منصة تمييع الرموز؟.. سؤال حول توجهات القناة السادسة الدينية
◆ إن ظهور امرأة غير ملتزمة باللباس الشرعي وهي تؤطر درسا في تعليم القرآن الكريم على قناة دينية رسمية؛ “قناة محمد السادس للقرآن الكريم” أو “السادسة” قناة وجدت لتعظيم كلام الله وتعزيز القدوة الدينية، يمثل تناقضا بنيويا جوهريا يضرب في العمق الرسالة التي تزعم المؤسسة الوصية على الحقل الديني أنها تريد إيصالها للمجتمع.
◆ فإذا كان القرآن هو منبع الهداية ومصدر التشريع، أفليس أول من يتصدر لتعليم كتاب الله مطالبا بأن يكون أقرب الناس إلى مظاهر الوقار والانضباط الشرعي!!؟
كيف يجتمع تعليم كلام الله و إظهار ما حرّمه الله في الشاشة نفسها!!؟
وكيف يراد للناشئة أن تتأدب بالقرآن، بينما نموذج المعلم لا يعكس الأدب الظاهر المطلوب للتعامل مع القرآن!!؟
والقرآن نفسه يقول:
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ﴾، {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیم﴾.
فهل يليق أن يعرض كلام الله في سياق يختلط فيه الحق بالباطل، والشرع بالتحرر من الشرع والأخلاق!!؟
◆ هذا النوع من المشاهد يرسل بوعي أو بغير وعي رسائل مضمرة يمكن تلخيصها في أربعة مستويات:
1. رسالة إلى المجتمع: الدين مسألة شكلية مرنة
يفهم المغاربة من خلالها أن الالتزام بالمظهر الشرعي ليس مهما… حتى في تعليم القرآن!!!….وبذلك تُهدم أولى قواعد القدوة:
“أن يكون المعلم قدوة وممثلا لحرمات ما يعلّم”.
2. رسالة إلى النساء: الحجاب ليس جزءا من احترام القرآن
حين تبدأ المرأة المتبرجة بتعليم القرآن على شاشة رسمية، تصبح الرسالة التالية واضحة: “لا حاجة للالتزام بما يأمر به القرآن لتعليم القرآن”.
وهذا انقلاب على كل ما قرره العلماء حول توقير القرآن، وتعظيم شعائر الله، وظاهر المتعلم والمعلم، وخصوصا لدى علماء المذهب المالكي.
3. رسالة إلى الناشئة: النموذج الديني يتم تفريغه من محتواه
الطفل الذي يشاهد مثل هذه الحلقات سيستنتج من تلقاء نفسه: “إذا كانت معلمة القرآن ليست ملتزمة بظواهر القرآن وأخلاقه، فلماذا ألزم أنا نفسي بها !!؟”
فتضيع القدوة، ويصبح الدين مجرد مادة للتلقين، لا منهجا للحياة.
4. رسالة سياسية من المؤسسة الوصية على الحقل الديني:
إعادة تشكيل صورة “الإسلام المقبول“، وكأن المؤسسة الدينية تقول عبر الصورة لا عبر الكلام، وبلسان الحال لا بلسان القال؛
إن الإسلام الذي تريد تسويقه رسميا هو إسلام منزوع الحدود، منزوع الهوية، منزوع المظاهر التي يأمر بها الوحي.
هي ليست فقط مسألة “بث صورة غير لائقة“، بل توجيه منهجي بطيء لإعادة تعريف التدين المقبول، والحياة الطيبة التي تبشر بها!!!؟؟
هل تريد المؤسسة الوصية على الحقل الديني أن تقول إن الالتزام بالشرع لم يعد معيارا!؟
هل تريد أن يفهم المغاربة أن القرآن يمكن أن يكون مجرد مادة ثقافية!!؟
هل هذا جزء من سياسة تدجين التدين عبر النماذج الناعمة!!؟
إن ما تم بثه ليس واقعة بسيطة… بل تجسيد لسياسة كاملة في صناعة صورة جديدة للدين والتدين، خالية من مظاهر الخشوع والوقار والالتزام.
◆ لقد أصبح السؤال مشروعا وملحا في ظل خطة تسديدالتبليغ وخطبة الموحدة الإلزامية:
هل هذا هو الإسلام الرسمي الذي تبشر به الجهة الوصية؛
إسلام بلا معالم، بلا قدوة، بلا ضوابط!!؟



