من قلب الجدل الرقمي.. رؤية علمية تفكك شبهات الطاعنين في القرآن

03 ديسمبر 2025 21:22
خالد الصمدي خلال لقاء رسمي حول قضايا التعليم العالي

هوية بريس – متابعات

أثار الدكتور خالد الصمدي نقاشًا علميًا مهمًا حول طبيعة التعامل مع القرآن الكريم، في ظل ما تشهده المنصات الرقمية من حوارات حادة بين من يطعنون في النص القرآني، وبين الغيورين عليه الذين قد يقعون—بحسن نية—في الدفاع غير المنهجي.


وفي مقال نشره على صفحته الشخصية على فيسبوك، دعا الصمدي إلى الارتقاء بالنقاش بعيدًا عن الانفعال والأدلجة، والعودة إلى فهم منهجي رصين لمقاصد التشريع القرآني.

جدل متصاعد حول بعض الأحكام الشرعية

يشير الصمدي إلى أن بعض الأحكام الشرعية التي وردت في القرآن قد تبدو لأول وهلة مناقضة لقيم الإحسان وحماية حقوق الإنسان، فيتخذها البعض مدخلًا للطعن في القرآن، بينما يسارع آخرون إلى الدفاع عنها بغير علم أو بمنطلقات عاطفية، مما يسيء إلى القرآن من حيث أرادوا الإحسان إليه.

القرآن منهج إصلاحي قائم على الحكمة والتدرج

ويؤكد الصمدي أن من يتأمل بنية الخطاب القرآني سيدرك وجود منهج متكامل في التغيير الاجتماعي، يقوم على الحكمة والواقعية، ويعتمد قاعدة التدرج التشريعي عبر الناسخ والمنسوخ.

فالقرآن—كما يوضح—لم يأت ليهدم الأنساق الاجتماعية القائمة دفعة واحدة، لأن ذلك قد يؤدي إلى تفكك الروابط الاجتماعية، وهي مفسدة كبرى لا يقرّها الشرع.

ولذلك استبقى بعض الأعراف السائدة مؤقتًا، ثم ضيّق مجالها تدريجيًا، ونفّر منها خطابًا ومعنى، إلى أن تهيأت النفوس لقبول النموذج الجديد، فاستقرّ الحكم النهائي القائم على قيم الحرية والعدل والرحمة.

أمثلة على التدرج التشريعي

يوضح الصمدي أن استقراء آيات القرآن يكشف نماذج واضحة لهذا المنهج، منها:

  • أحكام الرقيق التي ضُيّق عليها تدريجيًا إلى أن استقرّ مبدأ الحرية ومنع الاستعباد.

  • أحكام معالجة نشوز الزوجة التي تطورت في اتجاه تثبيت قاعدة “وعاشروهن بالمعروف”.

  • التعامل مع الخمر الذي مرّ بمراحل: من الحديث عن مضارها و”منافعها”، إلى النهي عن الاقتراب من الصلاة سكارى، إلى التحريم القطعي.

  • المعاملات الربوية التي نُهي عنها بالتدرج إلى غاية تحريم ما بقي من الربا تحريمًا نهائيًا.

منهج علمي يسد الباب أمام الطاعنين

ويخلص الصمدي إلى أن تتبع هذه النماذج بمنهج استقرائي علمي يُظهر حكمة التشريع الإسلامي وواقعيته وقدرته على بناء نموذج مجتمعي جديد دون صدام مدمر مع الواقع.

كما يفتح الباب أمام الفهم الصحيح للغيورين على القرآن، ويسد الطريق أمام كل طاعن يعتمد على قراءة مبتورة أو سطحية.

ويؤكد أن هذه الرؤية المنهجية مطلوبة اليوم لإعادة بناء خطاب علمي رصين في التعامل مع القرآن، بعيدًا عن الانفعال والمزايدات، بما يحفظ للمسلم يقينه، ويمنع إساءة الفهم، ويقطع الطريق على المتربصين بالنص القرآني.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة