منير شفيق معلقا على “الإعلان الروسي الصيني”: العالم دخل مرحلة جديدة..
هوية بريس- محمد زاوي
كتب منير شفيق، المفكر الفلسطيني، مقالة مطولة على صفحته ب”فيسبوك”، بعنوان “يعني الإعلان الروسي – الصيني أنّ العالم قد دخل في مرحلة جديدة”.
وقال شفيق أن “التدقيق في نصّ البيان المشترك الصادر عن قمّة فلاديمير بوتين – شي جين بنغ في 4 شباط 2022 ، والروحيّة التي كُتب بها، ومجموع ما تناوله من قضايا ومواقف مشتركة، بما فيها التقدّم المشترك بمشروع لإقامة نظام عالمي متعدّد القطبية، يقوم على أساس المساواة والندّية والتعاون تحت مظلّة الأمم المتحدة، كما تناوُل العلاقات الدولية التي يجب أن تؤسِّس لنمط جديد بمشاركة كلّ دول العالم، لإيجاد عالم أفضل وأكثر عدالة… إنّما يؤدي إلى خلاصة مختلفة، تتعدّى أن تكون فحوى قمّة ثنائية من النمط المألوف بين رئيسَي دولتين، بما في ذلك قمم ثنائية روسية – صينية سابقة”.
وزاد: “فالبيان يكاد يعلن عن قيام «وحدة بين البلدين»؛ إذ اعتبر أن علاقاتهما تتعدّى التحالف السياسي والعسكري التقليدي الذي عرفته مرحلة الحرب الباردة، وألمح إلى أنّ ما يقوم بينهما «أسمى» من ذلك… إلى علاقة صداقة «بلا حدود»”.
ثم أضاف: “تناوَل الإعلان كلّ القضايا تقريباً التي تخصّ الدولتَين أو العلاقات الدولية راهناً وفي المستقبل. وقد قاربها جميعاً كما لو أنّه بيان استراتيجي يَصدر عن دولة واحدة، لا عن دولتَين كبريَين، عُرِفت كلّ منهما بامتلاك استراتيجية وسياسات وأيديولوجيا ومنهج مختلف، وباستقلال صارم لا تأثير فيه لإحداهما على الأخرى، بل يمكن لقارئه، مع افتراض صدق طرفَيه، أن يعتبره بيان وحدة، أو اتّحاد، أو بمثابة تماهي أحدهما مع الآخر، على رغم غلَبة الأسلوب الصيني في كتابة نصّه ونهجه وروحيّته، لكن من دون مساس، من قريب أو بعيد، بالشراكة الروسية في صوْغه حرفاً حرفاً وجملة جملة”.
ونبه: “ولو اعتبرنا أنّ كلّ ما ورد فيه يعبّر بالقدْر نفسه عن موقف كلّ من طرفَيه، لكان من الممكن أن يصبح للدولتين وزير خارجية واحد، ووزير اقتصاد واحد، ووزير ثقافة واحد، بل ووزير دفاع واحد”.
وأكد المفكر العربي أن “البيان وحّد الموقفَين الصيني والروسي من القضايا الإقليمية التي تخصّ كلّ دولة منهما”، ويقصد قضيتي أوكرانيا وتايوان، مشيرا إلى أنه “يعبّر عن حدوث «انقلاب مشترك»، تمّ، في لحظة واحدة، في استراتيجية كلّ من روسيا والصين وتكتيكهما، وعن تغيير عميق في ميزان القوى العالمي، ليس من الناحية العسكرية (ولها الأولوية بالطبع) فحسب، وإنّما أيضاً من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية”.
وأوضح ذات المتحدث “أنّ الإعلان الروسي – الصيني، إذا ما أُخذ بجدّية، يعني أنّ العالم قد دخل في مرحلة جديدة، أهمّ سماتها تغيّر في التعدّدية القطبية نفسها، بعدما ارتفع البيان بالاستراتيجية الروسية – الصينية المشتركة إلى مصافّ الوحدة”.
ماذا عن المسلمين