من أجل القدس.. الرباط تجمد اتفاقية مع غواتيمالا

هوية بريس – الجزيرة

علق مجلس بلدية العاصمة المغربية الرباط مشروع اتفاقية توأمة مع عاصمة دولة غواتيمالا، وهي الاتفاقية التي كانت مبرمجة للمناقشة والمصادقة الأربعاء المنصرم ضمن جدول أعمال المجلس في دورته العادية لشهر مايو.

واتخذت البلدية هذا القرار ردا على نقل غواتيمالا مقر سفارتها في إسرائيل إلى القدس، في حفل حضره رئيس غواتيمالا جيمي موراليس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح نائب عمدة الرباط لحسن العمراني للجزيرة نت أن مجلس البلدية قرر في اجتماعه الأخير وبإجماع أعضائه الذين يمثلون الأغلبية والمعارضة إرجاء التداول في نقطة تتعلق بتوأمة العاصمة الرباط مع غواتيمالا سيتي، ما يعني بحسبه “رفضا عمليا لها في ظل الظروف الحالية”.

وحسب العمراني فإن قرار المجلس يستقيم مع الموقف الرسمي للمملكة المغربية المعبر عنه من طرف الملك محمد السادس والموقف الشعبي المتضامن مع فلسطين.

إرجاء البت
وكشف نائب العمدة أن المجلس أرجأ البت في الاتفاقية، مشيرا إلى أن قرار الرفض النهائي له علاقة بالدبلوماسية المغربية، وأضاف “لا يمكننا اتخاذ قرار من هذا الحجم دون استشارة وأخذ الموقف الرسمي لوزارة الخارجية”.

وبعث عمدة العاصمة محمد الصديقي الجمعة الماضي رسالة رسمية إلى وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، يخبره بقرار المجلس إرجاء البت في الاتفاقية ويبلغه استعداده لاتخاذ الخطوات التي تراها الوزارة ملائمة وضرورية.

وأبرز العمراني أن مجلس بلدية الرباط تفاعل مع القرار “غير المسؤول” للرئيس الأميركي والدول التي اتخذت ذلك المسار، مضيفا أن المجلس لا يمكنه أن يكون نشازا في ظل المواقف الوطنية المعلن عنها بخصوص التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية.

وكانت اتفاقية التعاون والتوأمة بين عاصمتي البلدين قد بدأت أجرأتها في فبراير الماضي باقتراح من سفير غواتيمالا في الرباط، وذلك بهدف تبادل الخبرات والتجارب فيما يتعلق بتدبير المدن.

وافتتحت جمهورية غواتيمالا سفارتها بالرباط في 2017 وهي ثاني سفارة لهذا البلد في أفريقيا، وذلك في سياق السعي المغربي لتقوية العلاقات مع دول أميركا الوسطى وأميركا اللاتينية.

قرار إيجابي
ووصف منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين، عبد القادر العلمي، قرار بلدية الرباط تعليق اتفاقية توأمتها مع عاصمة غواتيمالا بـ “الإيجابي” و”المنسجم” مع إرادة ساكنة الرباط وإرادة الشعب المغربي. وأضاف أن المغاربة عبروا من خلال عدة وسائل عن رفض قرار نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة، وما يعني ذلك من تكريس الاحتلال وسلب المدينة المقدسة من الشعب الفلسطيني ومن الأمة العربية والإسلامية.

وأكد العلمي للجزيرة نت على واجب الجهات الرسمية اتخاذ المواقف التي تعكس مشاعر المغاربة بالنسبة لقضية القدس وتتناسب مع صفة المغرب الذي يترأس لجنة القدس.

وعبر المغاربة خلال الأسابيع الماضية عن غضبهم من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس وحذو دول أخرى مثل غواتيمالا وبارغواي حذوها، وهكذا شهدت الرباط والدار البيضاء مسيرتين حاشدتين شاركت فيها مختلف القوى السياسية والنقابية والمدنية، وتتواصل وقفات الاحتجاج في عدد من المدن تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لمسيرات العودة.

وكان الملك محمد السادس بوصفه رئيس لجنة القدس قد راسل الأسبوع المنصرم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ليؤكد وقوف المملكة المغربية وتضامنها القوي والثابت مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته العادلة.