من أساسات الفهم الحاذر
هوية بريس – د.ميمون نكاز
لا تَخْلُصُ عبادةُ الناس ولا يصفو توحيدُهم لله وحده إلا حين يُطْعَمون من جُوعٍ ويأمنون على أنفسهم من المخاوف، تلك إشارة ظاهرة من سورة قريش، سورة “الإيلاف”… لا أقصد “الفئة الخاصة” ولا “الطائفة النافرة”، ولا “العصبة المقاومة”، تلك قد ترابط وتصبر على البأساء والضراء، ولكني أريد وأعني كافةَ الناس وعامة الخلق، ألم يقل كثير من بني إسرائيل لنبي الله موسى عليه السلام: {قَالُوۤا۟ أُوذِینَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِیَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ، قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن یُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَیَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَیَنظُرَ كَیۡفَ تَعۡمَلُونَ، وَلَقَدۡ أَخَذۡنَاۤ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِینَ وَنَقۡص مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰتِ لَعَلَّهُمۡ یَذَّكَّرُونَ، فَإِذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُوا۟ لَنَا هَـٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَیِّئَة یَطَّیَّرُوا۟ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥۤۗ أَلَاۤ إِنَّمَا طَـٰۤائرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ} [الأعراف 129-131].
وقد جاءت الإشارة في الوحي الشريف لأشبه بهذا في قوله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَاۤ أُوذِیَ فِی ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئن جَاۤءَ نَصۡر مِّن رَّبِّكَ لَیَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِی صُدُورِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ، وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَیَعۡلَمَنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ} [العنكبوت:10-11]..
هذه كلمة عابرة في تأسيس الفهم الحاذر من فتنة العامة بسبب الجوع والخوف، واستغلال أوضاعها من قبل المتربصين بالأمة في أقطارها..