من الأسبق للوجود اللغة العربية أم العبرية.. خبير يوضح
هوية بريس-متابعة
قال الأكاديمي المغربي، أحمد شحلان، العربية عريقة ولا تخص قلة من الناس هم العرب.. واللغات القديمة من آرامية وسريانية وعبرية هي من خوادم المعرفة ولا غير.
وتابع المتحدث في مقال علمي “الذين أخرجوا يوسفَ مصرَ من “الجُبِّ”- والجب رعاك الله هو البئر- هم أعراب كانت لغتهم عربية ومدينتهم “مَدْيَن” عربية، وكانت تقع في الشمال الغربي من الجزيرة العربية-(موقعها اليوم قريب من مدينة البدع من توابع تبوك)- وكان أهلها يتحركون في مصر وكانوا هنا يتكلمون عربيتهم التي كان يفهمها منهم بعض المصريين. ولا تُشَكَّكَنْ في وجود يوسف، كما فعل الكثيرون، فالدراسات الجادة الأكاديمية المبنية على الأركيولوجيا والنصوص الفرعونية، أرخت لهذا الرجل بما بين 1780 و1700 قبل الميلاد. ففي هذا العهد إذاً، كانت اللغة العربية في صورة من صورها، لغةَ تواصل وإبداع. ولم يكن في هذه الفترة أي وجود للغة العبرية، كما هو مثبت عند علماء التاريخ واللغات”.
وزاد شحلان “واعلم رعاك الله أن موسى عليه السلام، وقد ولد بعد أربعمائة سنة (440) من وفاة يوسف، عندما فر من مصر إلى “مَدْيَن”، فإنما فر إلى هذه المدينة العربية المتاخمة لصحراء سيناء، لمعرفته بالعلاقات التجارية والسياسية التي كانت تجمع بين الجزيرة العربية ومصر بل وفلسطين. وكانت اللغة العربية لغة “مدين” في أشُدِّها وقوتها، وعاش موسى في “مَدْيَنَ” أربعين سنة بين أعراب: الرعاة الذين سقى بينهم أعراب، بنات شيخ القبيلة الأعرابي أعرابيات، ومنهن اتخذ زوجه أعرابيةً، وابناه أعرابيان. فإذا فهمت أعزك الله هذا، ورجعت إلى التاريخ في مصادره العلمية، ولا أنصحك بالمصادر الدينية وحدها، ستعرف ما هي اللغة التي تكلم بها موسى مدة أربعين سنة، وهي مدة مقامه في “مَدْيَنَ”، في وقت لم تكن العبرية فيه موجودة، بقول العلماء لا بقولي، كما أبانت عن ذلك آخر الأبحاث (2008) حيث بينت أن أقدم حجر منقوش عبري يعود تاريخه إلى ما بين 1050 و970 ق. م. وأنا لا أقول: “الأغرب والأعجب أن لا تعرف هذه الأشياء، لأنك لست من أهل الاختصاص…“، ولكن أقول: رجاءً من لا يعرف شيئاً فليصمت، وهذه قمة العلم. صمت الجاهل عن شيء لا يعرفه، هي قمةُ العلم (عَافَكُمْ)”.