من الابتلاء إلى الشفاء.. قراءة إيمانية في تقلب الموازين بعد حرب 7 أكتوبر!

هوية بريس – علي حنين
في قراءة تأملية، اعتبر المفكر المغربي الدكتور إدريس الكنبوري أن التحولات الأخيرة التي طرأت على الساحة عقب اندلاع أحداث 7 أكتوبر 2023، تمثل تجليًا ملموسًا لما ورد في الآية الكريمة: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ”.
وأكد الكنبوري أن ما شَهِدَه المسلمون من حزن على مأساة الفلسطينيين بدأ ينقلب إلى فرح مشروع بما يصيب أعداءهم، معتبرًا أن في ذلك تدبيرًا ربانيًا.
📌 من الكمد إلى الشفاء: تحول رباني في ظرف أسبوع
قال الكنبوري إن المسلمين عاشوا خلال السنتين الماضيتين حالة من الغم والهم والحزن جراء ما يلحق بالشعب الفلسطيني من قتل وتفجير وتجويع وتدمير.
وأضاف:” ثم قلب الله سبحانه كفة الميزان وحول أحزانهم إلى فرح وابتهاج بما يصيب بني إسرائيل على يد الإيرانيين، وانتقل الهدم والقتل والتفجير إلى عقر دارهم، وما هي دارهم، في ظرف أسبوع“.
وأوضح أن هذا التغيير ليس عشوائيًا، بل تجسيد لـ”دواء إلهي بعد الجرح”، قائلًا:
“أراد الله سبحانه أن يأتي بعد الجرح بالدواء، وأن يخفف ما وقع عن المؤمنين، فأرسل شفاءه لكي ترتوي قلوب المؤمنين بعد طول عطش”.
📖 قراءة قرآنية لآية “قاتلوهم”… خمس مراحل متتابعة
استشهد الكنبوري بالآية 14 من سورة التوبة:
” قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ”.
وأبرز أن “كل كلمة في القرآن لها وزن”، وأن الآية تشرح خطوات الانتصار الروحي والميداني في خمس مراحل:
⚔️ 1. القتال
بداية الآية جاءت بصيغة الأمر: “قاتلوهم“، وهو تكليف مباشر للمؤمنين، لا يتحقق أي وعد بعده إلا بالاستجابة لهذا الفعل.
🔥 2. العذاب
يأتي بعدها “يعذبهم الله بأيديكم“، ما يشير إلى أن العذاب ليس بقدرة المؤمنين، بل يتم بأمر إلهي عبر وسيلة بشرية.
😓 3. الخزي
وصف الكنبوري الخزي بأنه “الفضيحة أمام العالم”، قائلاً: “افتضحوا أمام العالم كله حتى أصبح العالم يتشفى فيهم”.
🏆 4. النصر
أكد أن النصر لا يُنال إلا بعد استيفاء مراحل القتال والعذاب والخزي، وفق ترتيب قرآني دقيق.
💓 5. شفاء الصدور
وتُختتم الآية بـ “ويشف صدور قوم مؤمنين“، وهي الغاية الأعمق: راحة نفسية وروحية للمظلومين.
💬 الفرح بما يحدث ليس شَماتة بل إيمان
شدد الكنبوري على أن الفرح بما يصيب الظالمين من خزي وحرائق وتدمير “مشروع”، وقال:
“من لا يفرح لما يحصل لهم من حرائق وقتل وتدمير عليه إعادة النظر في إيمانه وتصحيح نيته”.
وأكد أن النص القرآني لا يقبل التأويل التعسفي، موضحًا أن الآية ليس فيها لغو، وأن كل أفعال النصر فيها تُنسب إلى الله، لأن النتائج ليست من مهام البشر.
☝️ المؤمن يتعبد بالأسباب لا النتائج
اختتم الدكتور الكنبوري تحليله بالتأكيد على أن مسؤولية المسلم تنحصر في أخذ الأسباب فقط، وليس انتظار النتائج.
وقال:” من استكمل الأخذ بالأسباب فقد برئت ذمته”.



