من الذي جمعهم في متحف الهولوكوست!؟
هوية بريس – د. أحمد كافي
(أستاذ التعليم العلي للدراسات الإسلامية ـ البيضاء)
نظرت كما نظر غيري في الصور المرئية والمسموعة للأمينين العامين: الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومن رافقهما في الرحلة إلى متحف الهولوكست والصلاة هناك، وإعطاء لتصريحات التي ترى فيها الحذر من أن ينبسوا بكلمة في حق المسلمين المضطهدين، إلا أن تكون بالعموم، وأن يصرحوا برفض ما وقع لليهود بشكل قاطع وقوي.
ثم نظرت في تعاليق الناس وبيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأردت أن أدلي بدلوي في النازلة، عله أن يكون دلوا نافعا.
وأريد أن أركز في رأيي على ما لم يركز عليه غيري، وهو في نظري القادم الأخطر.
ولا بد من حاشية على الكلام، وهو أن الدم وحرمته قد أتت به جميع الأديان السماوية، وأكدت على حرمته وأن حمايته من أوكد الأعمال. حتى قال علماؤنا: إن مقصد حفظ النفوس من المقاصد الضرورية الكلية، المراعاة شأنها في كل ملة.
فلا يزايد علينا أحد في هذا الباب.
من الذي جمعهم؟
سؤال يؤرقني في كل كارثة ومصيبة: من الذي أذن في هؤلاء الدكاترة والشيوخ فجمعهم على ميعاد لن تخلفه أنت ولا نحن مكانا سوى.
عندما نريد أن ننظم نشاطا، يتعسر علينا حضور هؤلاء الأعلام، وقد يوافقون بعد تعب شديد منا لتحصيل موافقتهم، وبعد التي واللتيا يكون لنا شرف أن يحضروا معنا. وقد يوافقون لنا، وفي آخر لحظة يعتذرون اعتذار المستحيي من اعتذاره.
لكن أن يجتمع هؤلاء في الزمن والمكان المحدد لهم من غير تأخر أو اعتذار. ويتم تسويق حضورهم في شبكات التواصل والإعلام الدولية والمحلية، وأنهم لبوا النداء، وقالوا وقالوا. هذا مما يؤكد أن طاعة من لا تجوز معصيته كانت حاضرة عند هؤلاء.
القادم الأسوأ:
ولا أنظر في هؤلاء الحاضرين بغض النظر عن إرادتهم في الموضوع وأنهم حضروا وهم في كامل قواهم العقلية، أو طلب منهم الحضور وهم له كارهين. ولا أنظر في هؤلاء نظر المؤنب لهم، وإن كانوا يستحقون التأنيب وأكثر منه.
وإنما أنظر وأرى رأي العين أن مؤسساتنا الدينية قد اخترقت. فما هو الآتي بعد هذه الخطوة؟
لقد اخترق اليهود وهم المحترفون في هذا المجال ـ مؤسسات علمية وفكرية وثقافية وسياسية…وأصبحت لسانهم…ومن دخلها يستحيل عليه أن يتراجع أو يتوب إن صحى له الضمير واستفاق. لأنهم يشتغلون بوضع الأغلال في رقبة كل داخل مستفيد منهم، ويتم تهديده في عرضه او صورته أو ذمته…إذا فكر في تغيير خط العودة والركوب.
اختراق الشأن الديني المسيحي:
واخترق اليهود الشأن الديني المسيحي، واستطاعوا أن يكون لهم حضور في أعلى المؤسسات البابوية، وأن يصدروا البيانات التي تراجع جميع الاتهامات التي عاش النصارى يؤمنون بها عبر تاريخهم.
اختراق الشأن الديني الإسلامي:
وإن مما أخوفني أن يكون الرهط قد وضعوا أقدامهم اليوم على بعض المؤسسات الدينية عندنا، حتى يزحف ضعاف المتدينين عندنا، وكذا رعاة الدين، إليهم زحفا وتحت رعايتهم وترشيحهم.
ولئن تكلم اليوم المصلون في متحف الهولوكست بحذر وعلى استحياء، وبمراعاة الشعور الديني عند أمتنا، فسيأتي من يتكلم غدا عنهم وعنا بصفاقة.
إني لأرى الخطباء والفقهاء والعلماء والوعاظ سيعانون كثيرا مع هؤلاء النابتة التي ترعى صبايا اليوم، وسيطلب منهم سرا أو جهرا التحدث عن اليهود بغير ما هو مرضي عندهم، ويمعنوا القول فيهم بما يفضح تاريخهم. وسيتم إعمال آليات التضييق عليهم، من فصل أو تكميم أو تضييق على الأرزاق…وغيرها من أسلحة المكر اليهودية المعروفة.
وستصبح هذه المؤسسات الدينية ـ لا قدر الله ـ إذا لم تتم حمايتها منذ اليوم، لسان اليهود العالي على الألسن، والسوط المسلط على ظهور المعارضين أو حتى سحقهم.
لا أشك:
لا أشك في هذا القادم، بل أقول: أنا مؤمن به، لأن السنن التي جعلها الله تعالى في أرضه، لا تحابي أحدا من خلقه.
وعندما أرى أهل الشأن الديني والمنتسبين إليه والمتكلمين باسمه والمدرسين إياه، كيف غزا البحث عن المنازل الدنيوية قلوبهم، وكيف أنشبت الدنيا أظفارها في عروقهم، حتى صاروا أحرص الناس وأبخل الناس…ويودون العَرَض الدنيا أو المكانة فيها بأي طريق، وكيف يتحدثون بضعف عن أساسيات دينهم، لا توجد حرارة التدين فيما يكتبون أو يصرِّحون أو يدرِّسون… أعلم أن الذئاب الجائعة قد تمكنت من نشب المخالب في أضلاع هؤلاء. وصدق صلى الله عليه وسلم إذ قال: “ما ذئبان جائعان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها، بأفسد فيها من التماس الشرف والمال لدين المؤمن”.
هذا هو المفسد القائد الناس إلى كل متحف وجحر …ومكان لا يرتضى،
وهو القادم لا سمح الله.
وصحيح أنهم إن كان هذا صنيعهم، ومآل عملهم في حق أمتهم، وكانوا على هذه الشاكلة في تصرفهم اليوم وقادم تصرفاتهم، فهم من الأخسرين أعمالا. فاللهم حفظك وسترك وعافيتك.
جزاك الله خيرا هذا مادونته في إحدى تعاليقي أنه لم يكن من المكن أن يرفض الدكتور أحمد عبادي هذا الحضور لأن من فرضه له قوة لاتضاهى وهذا هو التدجين الذي سوف نصل إليه حتى يقطع بيننا وبين أجيال سوف يحبون اليهود كحبهم للآبائهم وسوف يرتعون في مؤسساتهم مقابل ذلك حتى تجد المسلم ينافح عن اليهود في حقهم امتلاك القدس بله فلسطين ومع ذلك فأحب أن أظل متفائلا بديني وعقيدتي لأن الله فيها هو المحيط والمدبر ولسوف ينصر عباده الصالحين ولو بعد حين