من تساؤلات القارئ المتدبر لسورة الفاتحة (2)
هوية بريس – سفيان أبو زيد
التساؤل 2: لماذا لم يقل الله أحمد أو نحمد؟
الجواب:
تساؤل هام … بما أن حمد الحامد متجدد بتوارد النعم عليه فلماذا لم يأت الحمد بالجملة الفعلية الدالة على التجدد؟
قال العلماء: أحمد أو نحمد مختص بفاعل معين أما الحمد فلا تختص، وقولك أحمد لا يدل على أن من حمده يستحق الحمد.
قلت: قولنا (أحمد لله) أو (نحمد الله) فيه تقييد لفاعل الحمد أو قائله الذي هو أنا أو نحن، وقول الله عز وجل (الحمد لله) مطلق عن قيد الفاعلية الخاصة أو عن أي قيد يمكن أن يحصره أو يضيقه أو يؤقته.
فقولك (أحمد) مرتبط بفاعل خاص ومقيد بزمان معين، وهذه القيود ينبغي أن تزول وتكسر بقوة انسياب الحمد فينطلق مخترقا كل تلك القيود والحدود، وقولك (الحمد لله) يدل على أنه محمود قبل حمد الحامدين وشكر الشاكرين.
ولأنه لو قال ذلك لدل على حمد التالي للحمد للّه، مع أن الغرض أن جميع المحامد والشكر الكامل للّه ، وهذا هو ما يؤديه الحمد للّه.
ومن هنا استحضر عند قولك {الحمد لله} التحرر من كل القيود التي يمكن أن تحجم وتقزم ذلك الحمد من زمان أو مكان أو إنسان فهو سبحانه محمود قبل الإنعام وبعد الإنعام، محمود قبل الزمان وبعده وقبل المكان وبعده وقبل خلق الإنسان. [1]
إذن فقولنا (الحمد لله) يفيدنا فائدة أخرى هو أنه مطلق ومحرر من كل القيود التي قد تكبله وتضيقه.
[1] – كل ما تيسر جمعه انظره في المراجع الآتية: [حَاشِيةُ الشِّهَابِ عَلَى تفْسيرِ البَيضَاوِي (1/94) / تفسير آيات الأحكام لمحمد علي السايس(18) المكتبة العصرية للطباعة والنشر تاريخ النشر: 01/10/2002 / التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية لمحمد الطاهر بن عاشور (1/158) دار سحنون للنشر والتوزيع – تونس – 1997 م / لمسات بيانية في نصوص من التنزيل لفاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري السامرائي (13) دار عمار للنشر والتوزيع، عمان – الأردن الطبعة: الثالثة، 1423 هـ – 2003 م]