من تلكم في علم لا يتقنه ضحك أهل التخصص من جهله وجرأته وصنطيحته العريضة

هوية بريس – خالد مبروك

إذا تكلم شخص في علم لا يتقنه، ضحك أهل التخصص من جهله وجرأته وصنطيحته العريضة.

سمعت واحدا من زعماء التيار الأمازيغي الحداثي العالماني وهو يتهم الفقهاء بأنهم يكتفون بدراسة إسناد الحديث دون متنه.. وأعطى مثالا على ذلك: سند فيه رجال ثقات وعدول: فلان عن فلان عن فلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: 1+1=5 “.

زعم أن الفقهاء يحكمون بصحة الحديث وإن كان يخالف العقل.. لأن 1+1=2، وليس 5.

هذا والله هو التدليس على الناس، فلو أنه سأل علماء الحديث قبل أن يُظهر نفسه أضحوكة أمام صغار طلبة العلم لكان خيرا له.

من الأبواب التي تدرس في علوم الحديث: صحة السند لا تستلزم صحة المتن.
لذلك تجد علماء الحديث يفرقون بين قول “هذا حديث صحيح” وبين “صحيح الإسناد”.

ويقوم الامام ابن القيم كما في الفروسية: وقد عُلِم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة الحديث وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث الصحيح إنما يصح بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته، وألاَّ يكون راويه قد خالف الثقات أو شذ عنهم.

وهذا باب واحد من أبواب علوم الحديث الكثيرة.. فلا تتكلم في علم حتى تدخل من أبوابه كلها.. فقد يغلق عليك باب فلا تجد لك مؤنسا إلا كلاب الشوارع.