من “خارجات عن القانون” إلى “التعدد اللغوي”.. تصورات ليلى السليماني في الميزان..

28 فبراير 2022 17:23
الحرية الفردية

هوية بريس- محمد زاوي

عبرت الروائية والكاتبة الأدبية ليلى السليماني عن أبرز مواقفها وتصوراتها، اليوم الإثنين، في لقاء خصّص لها، من تنظيم المعهد الفرنسي بالمغرب، بكلية الآداب-جامعة محمد الخامس.

ولا يهمنا هنا مناقشة الكاتبة في كافة أفكارها التي وردت على لسانها، في ندوة اليوم، وإنما سنتوقف عند موضوعين أساسين هما:

– أولا؛

فيما يتعلق ب”إسقاط النَّصين القانونيّين المجرّمين للعلاقات الرضائية خارج إطار الزواج في الفضاءات الخاصة”، قالت السليماني أن “ما سمعته من الشباب حول مشكل الحميمية وعدم الحق فيها يضاف إلى مشاكل مثل البطالة!”.

وزادت: “جاءت حركة “خارجة عن القانون” لوضع الناس أمام هذا النفاق، وهذا العبث، بقول إننا كلنا خارجات وخارجون عن القانون، بسبب تجريم القانون العلاقات الرضائية خارج إطار الزواج”.

ونحن نقول: العلاقات الرضائية خارج مؤسسة الزواج هي الزنا، ولا شيء غير الزنا، وهذه محرمة شرعا، ويمنعها المغرب قانونا، حفظا للنسل والعرض، ودرءا لتفكك الأسرة والمجتمع. وعلى السيدة ليلى السليماني أن تعرف أن الأسرة هي النواة الأولى للدولة، فإذا تفككت الأولى سرى الضعف والوهن في بنية ومضمون الثانية.

ليس هذا كلام الفقهاء وحدهم، بل كلام المفكرين الكبار، ومنهم حداثيون (وليس حداثويين) يحترمون أنفسهم، واضطروا إلى الرجوع إلى الخلف تاركين المدرجات وقاعات المحاضرات يتسيد فيها من ليس لها أهلا.

– ثانيا؛

وتناولت السليماني بالنقاش موضوغ اللغة أيضا، حيث قالت أن “النقاش اللغوي يجب ألا يبقى نقاشا إيديولوجيا، وإنما يجب أن نرى الأمر براغماتيا، فلنا حظ أننا مزدوجو اللغة، ونفهم اللغات (…) وما للمغرب غير الفوز في الاستمرار في الاستثمار في التعدد اللغوي”.

ونحن نقول: قضية اللغة ليست قضية رغبات، واللغة الكتابية الوطنية، اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، تعتبر أساسا من أسس الدولة المغربية (لا يمكن تصور دولة قبل الكتابة، ومن ثم تنشأ علاقة وطيدة بين لغة ما وكتابة ما)، كما تعتبر عنصرا مهما من عناصر الربط بين أقطار ودول الوطن العربي الإسلامي.

والازدواجية اللغوية، أو التعددية اللغوية نفسها، مجرد أوهام يمني بها البعض نفسه، مستلبا تحت أقنعتها للفرنكفونية أو الأنجلوسكسونية؛ وإلا فلا وجود لدولة قامت بتعدد لغوي، فهذا ينتج فوضى الهوية، وفوضى الخصوصية، وفوضى الإنتاج والإدارة والاقتصاد، وبالتالي: فوضى المجتمع والدولة.

– وختاما؛ نقول:

القضايا الاستراتيجية لا يجوز أن تكون خاضعة للخواطر، ومن يجيد الخواطر فعليه بالشعر، وليترك مجال الدولة لرجال الدولة، فأهل مكة أدرى بشعابها.

ويجدر التذكير أن الكاتبة والروائية ليلى السليماني كانت من اللواتي ساهمن في إطلاق حركة “خارجة على القانون”، وهي الحركة التي تدعو إلى “إلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي الذي يعاقب على العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وعلى الإجهاض”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M