من غلبت سيئاته حسناته لا تذكر حسناته..
هوية بريس – محمد بوقنطار
نشر أحد الفضلاء فيديو يوثق لحادثة ضياع محفظته الحاوية لأوراق هويته وجواز سفره، إضافة إلا مبلغ مالي قد يجعل اللقطة ذات وزن وأهمية كما جاء على طرف لسانه، وكيف أنه وجده سليما معافا من عبث العابثين من جنس من هم هاهنا ولا مكان لهم هنالك حيث الأمن والأمان، وأورد هذا الفاضل الحادث في سياق الثناء خيرا إن لم نقل على أدق تعبير الاستشهار والنفخ بأنفاسه المدخونة في بالون سمعة تلك الدويلة الأعرابية التي بنت سيرتها وأخذت لها مكانا أكبر من تاريخها الحفي برعي الإبل، على أنقاض دمار وخراب وسيل عرم من دماء الضحايا المسلمين في بؤر الصراع، وطاحونة العدوان الصهيوصليبي أينما أناخت دبابة القوم مطايا بارودها، وأسقطت طائراتهم قنابلها الهالكة الفتاكة على معشر المستضعفين من النساء والولدان…
والحقيقة أنه ثناء واستشهار كتمانه أرجح وأربح من إذاعته، سيما والأخ المستشهر يملك من القدرات الذهنية، والمعطيات السمعية والمرئية ما يرد بصره وبصرنا المرسل في ركام ضحايانا خاسئا وهو حسير، وإذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى قد أسس لتلك القاعدة الذهبية في الجرح والتعديل الخاص بالأعيان، فإننا باللازم نرى هذه القاعدة صالحة في مقام استيعاب إجرام بعض الدول التي علمنا بالتواتر والقطع المجانب لصيغ التمريض أنها وقفت إلى صف العدو وآزرته بالعدة والعتاد والتنسيق والزاد، بل سمعنا لرجالاتها بكاء ونياحة وتباريح تؤبن جثامين الظالمين المعتدين.
فلا تكاد تنتطح عنزتان حول حقيقة أن إجرامها قد غلب إحسانها، وأن كبائر سيئاتها، فاقت صغائر حسناتها فوجب بالعقل والنقل أن لا يذكر لها خير ولا يكتم عنها شر…على حكامها من الله ما يستحقون.