من هنا يبدأ النصر
هوية بريس – ذ. خالد مبروك
يعيش المسلمون ذلا وهوانا وهذا لا يستطيع أن ينكره أحد، فيبدأ كل واحد ممن يغار على أمته بذكر الحلول للخروج من المأزق، وإن تَعجَبْ فعَجَبٌ أن ترى المُعاقِرَ للخَمْرةِ يكتب للمسلمين ويُنَصِّب نفسه الناصحَ الأمين.. يكتب المبتدع ويكتب القائم على الشرك ويكتب تارك الصلاة والمتبرجةُ.. ولو كان الخوخُ مُداوِيًا لَداوَى نَفسَهُ.. نحن لسنا في حاجة لمن يأتينا بِزُبَالاتِ أهل الغرب.. يكفينا ما جاء في كتاب ربنا..
لقد ذكر الله في القرآن قصةً مُشابهةً لما يعيشه المسلمون الآن من ذل وهوان وتقتيلٍ وإخراجٍ وتشريد.. لنستنبط منها الحل للخروج من مثل هذه النكبات والمصيبات المُدلهِمَّات..
قال تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} هذا هو واقعنا المُر.. فلما أراد الله أن يرفع هذا الواقع قال سبحانه: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}… فماذا فعل الله؟ الجواب: “وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه“.. سورة القصص.
التمكين يبدأ من أم تُرضع ابنها التوحيد.. ترضع ابنها حب الله.. ترضع ابنها حب الطاعات.. ترضع ابنها أخلاق الإسلام.. ترضعه بُغْضَ المعاصي و المنكرات..
لذلك عندما تقرأ في كتب التاريخ و تقرأ عن الفتوحات الإسلامية تجد الأم هي التي صنعت القائدَ الفاتح.. اقرأ مثلا عن تربية صفية بنت عبد المطلب لابنها الزبير بن العوام رضي الله عنهما القائد المغوار.. واقرأ عن أم الإمام مالك.. وأم الإمام سفيان الثوري.. وأم الإمام الشافعي.. وأم محمد الفاتح.. وأمهات العظماء.. كل هؤلاء فتحوا الدنيا.. فكان العالم بأسره لا يتجرأ علينا أبدا..
كيف ترجو النصر وأمهات أبناء المسلمين يملأن بيوتَ السحرة و المشعوذين!!؟؟ كيف ترجو النصر و أمهات أبناء المسلمين يطفن ويسجدن لقبور الصالحين!!؟؟؟ كيف ترجو النصر وأمهات المستقبل يقضين لياليهن مع الفساق والفجار في حانات الخمر!!؟؟ كيف ترجو النصر وأمهات المستقبل متبرجاتٌ عارياتٌ تاركاتٌ للصلوات!!؟؟ كيف ترجو النصر ممن لا تستحي من الله!!!؟؟؟
لا تتسرعي!! فأنا أوافقِ الرأي في أن الرجل يتحمل المسؤولية كذلك.. فالرجل الذي يحرص على تغطية سيارته ليحافظ عليها ولا يحرص على تغطية زوجته لن يحافظ عليها.. والرجل الذي يخاف على أسرته من الفقر ولا يخاف عليها من النار لا يحبهم!! والرجل الذي لا يختار أمًا صالحةً لأولاده ليس برجل!!
العلم .. التوحيد .. العبادات.. الأخلاق.. الانتماء.. عندما يرضعها الطفلُ من الأم المسلمة فستعود لنا الريادة والسيادة والقيادة.