من يتعمد التضييق على “الكتاتيب القرآنية”؟!

12 مايو 2025 18:38

هوية بريس – إبراهيم بَيدون

وجهت نداء قبل يومين للكتاتيب القرآنية بأن ينظموا حفلاتهم الختامية للاحتفاء بالخاتمين وتكريم طلبتهم بمستوى جيد وأن يصوروا ذلك بجودة عالية وينشروا أفضل المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار مجهوداتهم ونتائج ما يشرفون عليه من رسالة سامية.. وليكون ذلك رسالة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتراجع عن المذكرة الجديدة الملزمة بسحب التراخيص القديمة واستبدالها بمجرد “إذن باستغلال محل كتابا قرآنيا” يتجدد كل ثلاث سنوات، مع إلزام الكتاتيب بتوفر شروط جديدة بعضها تعجيزي وستفضي لا محالة إلى إغلاق عدد كبير منها..

فتواصل معي اليوم أحد المشرفين على كتاب قرآني، وأكد لي أنه تم منعهم من إقامة حفل ختم لبعض طلبتهم.. وذلك بعدما توجهوا بإخبار للسلطات المحلية (قيادة المقاطعة)، والتي ألزمتهم بالحصول على إذن من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية التابعين لها.

المندوبية أخبرتهم بأن الأمر لا يحتاج إلى استصدار ترخيص، وأن يخبروا السلطات بأنهم يسمحون بإقامة الحفل الختامي خصوصا وأنه سيقام داخل مقر “الكتاب القرآني”.. لكن قائدة المقاطعة رفضت ذلك.. وتواصلت مع المندوبية.. التي بدورها تواصلت مع المشرف على الكتاب وطلبت منه عدم إقامة هذا الحفل!!

اقرأ أيضا: نداء للقائمين على “الكتاتيب القرآنية”

ولنا هنا أن نتساءل:
هل يحتاج الأمر ابتداء إلى ترخيص أو إذن في حالة أن الحفل سيقام داخل مقر “الكتاب القرآني”، وهو إجراء دأبت كل المؤسسات عليه (بجميع تخصصاتها) في احتفائها وتكريمها واحتفالها بطلبتها وخريجيها.. سواء من المندوبية أو من السلطات المحلية؟!

اعتدنا أن نشاهد ونحضر لحفلات ختم تقام بقاعات الأفراح وبشكل أكبر وأوسع ومنها ما ينظم بمسيرة في الشوارع يرتقي فيها الخاتمون صهوات الخيول أو تعد لهم مركبات تقليدية أو حديثة.. وبحضور السلطات التي تسهم في التنظيم.. ما يفضي على الاحتفال هيبة وصدى وإشعاعا كبيرا.. فلماذا يجد بعض المسؤولين في السلطات مشكلة في إقامة حفل داخل مقر الكتاب القرآني؟!

وهنا تجدر الإشارة إلى أن ملك البلاد محمد السادس وبصفته أميرا للمؤمنين هو أول الساهرين على هكذا احتفاء بممثل الأطفال الحافظين كل سنة ليلة 27 من رمضان.. وهو من يقوم بتكريمه/ها في التفاتة يفرح لها المغاربة ويشيدون فيها حتى بحركات الملك في استقباله الحاني لحامل القرآن..

ووزير الأوقاف أحمد التوفيق الوصي على الشأن الديني حريص على حضور الملتقى السنوي لمؤسسة تامسولت للتعليم العتيق كل سنة رفقة والي الجهة ومختلف المسؤولين.. ويتم تصوير وبث الحفل الكبير الذي يقام بأحدث الوسائل وبمستوى عال جدا..

وهذا كله كما قلت سابقا يخدم صورة المغرب كبلد مهتم بالقرآن الكريم وحفظته..

فهل بعد كل هذا هناك من يتعمد التضييق على “الكتاتيب القرآنية” وبدل أن يكون داعما لها ماديا ومعنويا نجده يضيق عليها بهكذا قرارات تعسفية؟!

اقرأ أيضا: هل تسعى “وزارة الأوقاف” إلى إغلاق أكبر عدد من “الكتاتيب القرآنية” بالمغرب؟!

يذكر أن “الكتاتيب القرآنية” تصير بمقتضى المذكرة الجديدة تحت وصاية جمعيات تشرف عليها، وهي الجمعيات الملزمة بتضمين أهداف قانونها الأساسي “تحفيظ القرآن الكريم أو تدريس العلوم الشرعية”، الأمر الذي ترفضه السلطات المحلية (لترخص للجمعية) التي تخبرهم بأن هذا من اختصاص مندوبيات وزارة الأوقاف!!

فكيف سيتم حل هذا المشكل في وقت أمهلت فيه المندوبيات الكتاتيب القرآنية مدة شهر لتسوية وضعيتهم؟!!

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة