من يونس فنيش -مواطن- إلى الأستاذ سعيد أمزازي -وزير التعليم-
هوية بريس – يونس فنيش
هذه رسالة قصيرة إليك، مع كامل الإحترام لشخصك أولا، و أيضا نظرا لمنصبك في حكومة العثماني الديمقراطية المنتخبة.
فبدون مقدمات لأن الأمر يتعلق بأطفالنا، و كذلك نظرا للحالة الاستعجالية، بما أن الدخول المدرسي بات على الأبواب؛ تجدني، من بين الآباء، مضطرا لمصارحتك بما يلي مباشرة و بدون إطالة و لا مضيعة لوقتك الثمين :
فإذا كان المشكل يتعلق بأجور المدرسين في مؤسسات التعليم الخاصة، فسيكون ربما أهون على الآباء أداؤها كاملة من باب التضامن حتى في حالة الإعلان عن سنة بيضاء، بدلا من إجبارهم على تحمل مسؤولية الإختيار بين التعليم الحضوري و التعليم عن بعد. فآباء التلاميذ ليسوا كلهم أطباء و خبراء متخصصين في الميكروبيولوجيا حتى يقرروا في هذا الشأن العظيم، ولاسيما أن لديهم حكومة منتخبة ترعى مصالح جميع المواطنين بكل أصنافهم بموجب الديمقراطية التمثيلية…
فنحن كآباء قد نتفهم أن المدارس الخصوصية لديها مدرسين عليها أن توفر لهم أجورهم، ولكن ليس على حساب صحة فلذات أكبادنا، و لا على حساب جودة تعليمهم، لأنهم يمثلون الأمل في مستقبل أفضل…
فإذا كان المشكل يتعلق بالمال فقط، فلقد اعتدنا على نفقة تدريس أطفالنا، -رغم الظروف المالية الصعبة على العموم-، و سواء استفادوا من التدريس أو لم يستفيدوا، فإني و من باب التضامن الوطني أقترح أن يؤدي الآباء و أولياء التلاميذ أجور المدرسين، لمدة معينة، شريطة ألا يتعرض أطفالنا للتهلكة، نظرا لما نراه يوميا من تراكم أعداد الوفايات و المصابين مباشرة على جميع القنوات الرسمية…
فكيف لي كأب، مثلا، أن أختار بين تعليم عن بعد غير مفيد لطفلي -لأنه لا يرقى إلى درجة التعليم الحضوري-، و بين تعليم حضوري قد يعرضه للتهلكة و المرض المعدي القاتل؟ أليس هذا أمر وعر صعب مرهق يمنع النوم على صاحبه، بل أليس هذا بمثابة تعذيب نفسي جماعي شامل مروع قاهر…؟
ختاما، رأيي أن تتخذ، بصفتك وزيرا محترما للتعليم في حكومة منتخبة مسؤولة، قرارا حاسما يسري على جميع المدارس الخاصة و العامة. فإما أن يتم اعتماد التعليم عن بعد، أو أن يفرض التعليم الحضوري على كافة التلاميذ، بدون ارتباك و لا حيرة تزرع الشك و عدم الإطمئنان في قلوب آباء و أولياء التلاميذ و المواطنين جميعهم. و القرار الفصل، طبعا، يعود إليك كوزير ديمقراطي مسؤول في حكومة ديمقراطية منتخبة مسؤولة.
السيد وزير التعليم، إني أدعوك إلى التحلي بمزيد من الشجاعة لأنك مسؤول على مصير ملايين التلاميذ و أسرهم. فإما التعليم عن بعد للجميع، و إن استحال توفير وسائله التقنية الضرورية فالتعليم الحضوري للجميع؛ و إن كان ذلك سيشكل خطرا على الأطفال و أسرهم و كافة المواطنين، فتأجيل الدخول المدرسي؛ و إن اقتضى الحال، طبعا، سنة بيضاء.
و السلام، مع فائق التقدير و الإحترام.
السلام عليكم،
في الحقيقة أراني مضطر إلى مسائلة السيد المحترم يونس فنيش و أرجوا أن تكون له سعة صدر لما سأقوله، أتعيش في المغرب أو في مكان آخر ؟!… عندما تكتب “و بين تعليم حضوري قد يعرضه للتهلكة و المرض المعدي القاتل”، أتعي ما تقول ؟ أظن أنك تاثرت كثيرا بالإعلام الفاسد، أنا لا أقول بأن كورونا غير موجودة و لكنها لا ترقى للوباء القاتل كالطاعون و الأرقام و الواقع خير دليل على ذلك، فأنا الذي أطلب منك و من جميع الأباء أن تتحلوا بالشجاعة و أن تتحلوا بالمنطق السليم و أن تبتعدوا من التفكير العاطفي، قوموا بالأسباب و توكلوا على الله عز و جل فالأمر يسير إن شاء الله و لن يصيبنا إلا ما كتبه الله عز و جل.
ملحوظة :
1- أنا أيضا لدي أبناء متمدرسون و أخاف عليم أيضا؛
2- لعدم الإطالة لم أورد بعض الأمور العلمية التي تعضد كلامي و الله أعلم.