مهرجان بين “الفن” و “العفن”..
هوية بريس – يونس فنيش
الراي أن تتفضل وزارة الثقافة في شخص وزيرها بتوعية الشباب بأن الرجولة ليست في التفوه أمام الملأ بكلام نابي مقزز مقرف بلا سبب، بل في احترام الناس و التأدب في حضرتهم، و بأن الرجولة في أن تنفع الناس و ليس في خرق الأخلاق الحميدة، لأن من المعلوم و المؤكد أن من يجرأ على قول ما لا يقال على بعض المنصات، و إن كانت منصات تفاهة، يكون عادة إنسانا مرتبكا غير شجاع لا يعول عليه، يخاف من ظله و يخفي ضعفه و هوانه وراء مظهر مزيف مع استعمال قاموس المصطلحات المشينة و البذيئة.
و من أجل تنوير الشباب و شرح البون الشاسع بين “الفن” و “العفن”، لا تحتاج وزارة الثقافة لقمع “العفن” بل فقط عليها الإمتناع عن استدعاء رواد “العفن” و الميوعة لمنصاتها “الثقافية” و تمكينهم من جماهير غفيرة باسم الدولة و الحكومة ليلقوا خطبهم التافهة بكلمات عفنة مشينة؛ على وزارة الثقافة فقط ترك رواد “العفن” هؤلاء لحالهم، بالضبط كما تترك وزارة الثقافة بعض المثقفين الحقيقيين المصلحين الصالحين النافعين لحالهم دون تشجيع و بلا أدنى اهتمام رسمي معتبر… و لا حول و لا قوة إلا بالله.
و أما تبرير نشر التفاهة و الميوعة و العفن على أوسع نطاق، من طرف البعض، بكون بعض ضيوف وزارة الثقافة، أو غيرها، لديهم ملايين المشاهدين في اليوتوب و لذلك فيعدون من “المؤثرين” في الشعب، و بالتالي وجب استدعاؤهم و الإهتمام بهم لأن السياسة تقتضي ذلك؛ فهو تبرير عجيب لأنه يؤدي إلى تساؤلات منطقية لا تقل غرابة على التبرير ذاك. تساؤلات على المنوال التالي:
“ما حاجتنا إذن إلى وزير للثقافة غير مؤثر بتاتا ليس لديه “عدد محترم” من المشاهدين على اليوتوب؟ فحسب منطق احتساب “درجة التأثير” يجب استوزار هؤلاء المؤثرين الذين لديهم ملايين المشاهدين مباشرة و ليس سياسيين مغمورين لا يعرفهم أحد، و لماذا أصلا تنظيم الانتخابات إذا كان اليوتوب يقوم بالمهمة و يحدد من هو الشخص المهم “المؤثر”…؟
إذا، حسب منطق “التأثير اليوتوبي” المعتمد لا حاجة لنا لا بأحزاب سياسية و لا بمثقفين حقيقيين لتسيير و تدبير الأمور، فقط علينا توزيع حقائب الوزارات مباشرة على “المؤثرين اليوتوبيين” و ذلك سيمكننا من توفير أجور الوزراء كذلك لأن اليوتوب سيتكلف بأجورهم كل حسب عدد المشاهدات المسجلة لديه!؟”
لا! المغاربة مسلمون لديهم أخلاق رفيعة و حميدة و لا يحبون أن تشيع الفاحشة بينهم، و كل مغربي يستحق مغربيته، إن ابتلي في شيء، يستتر ثم يستغفر الله. و كل التافهين لا و لن يؤثروا في المغاربة مهما منحت لهم الفرص لنشر الميوعة و اللاوعي لأن المغاربة معادلة صعبة للغاية لا يفهمها سوى من يعرفهم حق المعرفة… و المستقبل بيننا.
و خير ختام : ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) صدق الله العظيم.