مهرجان موازين: سُكر علني.. قرقوبي وحالات إغماء.. المجتمع يدفع ثمن الفوضى المقننة

هوية بريس – متابعات
مرة أخرى، تعود موجة الغضب الشعبي لتطفو على السطح مع استمرار مهرجان موازين، الذي تحوّل من فعالية موسيقية إلى مرآة عاكسة لاختلالات عميقة على مستويات متعددة أخلاقية واجتماعية وثقافية وتنظيمية.
المهرجان الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات، ويبذر فيه المال عام والخاص، يشهد هذه السنة كما في السنوات السابقة، حالات سُكر علني، وتعاطي القرقوبي والحشيش والمخدرات، وتحرش سباب وعنف لفظي وجسدي في صفوف الجماهير، إلى جانب إغماءات بسبب التدافع الحاد ودرجات الحرارة المرتفعة، وسوء في التنظيم والإسعاف.
صور مقلقة خرجت من الفضاءات التي احتضنت حفلات لفنانين مثل طوطو، الذي بات نموذجا مفروضا على الشباب، ومغنيات مثل روبي التي تكتفي بإثارة الغرائز من فوق المنصة، دون محتوى فني حقيقي أو رسالة فكرية راقية.
في المقابل، يسود صمت تام من الجهات الدينية الرسمية، وكأن مهرجان موازين تحوّل إلى “طوطم ثقافي” مقدّس لا يجوز الاقتراب من أسواره، أو مساءلة أثرَه المدمر على قيم المجتمع وأخلاق أجياله الصاعدة.
أين المجالس العلمية؟ وأين الخطباء والدعاة؟ وأين أصوات النخبة الأكاديمية والتربوية؟
الأسئلة تتضاعف حين نضع هذا المشهد في سياقه الاجتماعي الأشمل: نظام تعليمي هش، وإعلام ممسوخ، وثقافة سطحية مسيّسة ومؤدلجة، ترسخ الضياع وتنتج جيلاً مقلوب البوصلة، تائهًا بين واقع صعب بلا آفاق، وخطاب رسمي يُجمّل هذا الواقع بالفرجة والرقص وتطبيع التفاهة.
كيف يمكن بناء مشروع حضاري لأمة تنفق الملايين على المهرجانات، بينما تقف المدارس والمستشفيات على شفا الانهيار؟ كيف ننتظر من شاب يرى قدوته في مغنٍّ يدعو للتعاطي مع المخدرات، أو راقصة تتفنن في الإغراء، هل ننتظر منه فعلا أن يحمل غدًا مسؤولية الوطن أو أن يواجه التحديات؟
موازين، اليوم، ليس مجرد مهرجان موسيقي. بل هو عقيدة وأداة رمزية في قلب معركة الهوية، والمعنى، والاتجاه.
وبينما تستمر الانتهاكات الأخلاقية والاختلالات التنظيمية، يظل السؤال معلقا في عنق من يتحملون المسؤولية:
إلى متى نغض الطرف عن الكلفة الباهظة لهذا العبث؟




المغرب كي صار!!
بيك أ وليدي!!