مهزلة الفرنسة.. خيار أم إجبار؟
هوية بريس – محمد مهدي*
بدأنا نرى ما كنا نحذر منه.
بعد تعميم الفرنسة في كل المدارس وفرض تدريس المواد العلمية بالفرنسية وصلت الدفعات الأولى للتلاميذ المفرنسين؛ كلهم غير مؤهلين للمسار العلمي باستثناء قلة قليلة جدا.
في الحصة الأولى يتساءل التلاميذ ما إذا كان بإمكانهم الإجابة بالعربية عوض الفرنسية.
قلت: لماذا إذا اخترتم دراسة الفيزياء بالفرنسية! وأنا أعلم أنهم لم يختاروا وإنما أجبروهم بطريقة إجرامية بعد نجاحهم في مستوى السادس ابتدائي.
قالوا: ليس لدينا خيار آخر.
قلت: لا .. هي شعبتكم إسمها .. جذع مشترك علمي -خيار فرنسية يعني هناك خيار عربية وخيار انجليزية.
قالوا: لم يعطونا ورقة للاختيار وإنما فرضوا علينا هذا الخيار.
المشكلة لمّا أردت اكتشاف مدى اكتسابهم لمفاهيم فيزيائية أساسية درسوها في الإعدادي كانت إجاباتهم صادمة… وبلغة ركيكة فيها خلط بين الفرنسية و العربية وعندما اسألهم عن معنى تلك المصطلحات بالعربية لا يفهمون معناها!!
هذا حال كل التلاميذ باستثناء تلميذة مجتهدة تدرك الأمور كما بنبغي.
لا أدري إلى متى ستستمر هذه المهزلة؟
قبل سنوات كان التلاميذ أحسن مستوى بكثير وكان الكثير منهم يتحدثون بلغة سليمة والمفاهيم العلمية مضبوطة لكن الآن أصبح الوضع مقلق للغاية.
أولياء الأمور من حقكم قانونيا أن تختاروا لأولادكم التعلم باللغة التي يفهمونها… مباشرة بعد نجاحهم في السادس ابتدائي.
المواد العلمية تتضمن مفاهيم تحتاج في فهمها لمهارات معينة فلا تزيد أبناءكم حملا لغويا يعرقل العملية التعلمية بالكلّية.
كل دول العالم لا تفعل هذا بأبنائها إلا دول إفريقيا المتخلفة.
هذه جريمة عظمى يتحملها المجتمع بكل مكوناته..خاصة مدراء المدارس الابتدائية والموجهون باعتبارهم واعون بخطورتها ثم اولياء الأمور والاساتذة.
يجب على هؤلاء توعية الأطراف بالقانون الإطار الذي يعطي الحق في اختيار لغة التدريس بدون إقصاء أي لغة فكيف يتم إقصاء لغة رسمية للمغاربة.
أين يوجد هذا العار في العالم؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أستاذ الفيزياء والكيمياء بالثانوي التأهيلي.