مهلا شاتمينا المحترمين.. لن نمارس “روتيني اليومي” في الإعلام
هوية بريس – نبيل غزال
يتعرض المنبران الإعلاميان، “السبيل” و”هوية بريس” لحملة مغرضة، تتزعمها منابر وشخصيات معروفة بتوجهاتها “الحداثية” واللادينية المدافعة عن الحريات في كل اتجاهاتها!
إلا أن الحريات التي يؤمن بها هؤلاء، ويدافعون عنها بأعين مغمضة، الظاهر أنها لا تقبل، على الإطلاق، بتواجد إعلام يرفض “سياسة القطيع”، وممارسة “روتيني اليومي” في الإعلام، الذي بات مفضوحا ومكشوفا أمام الجميع.
تخيل أيها المتابع الكريم، بعد اشتغال لأكثر من 15 سنة في مجال الصحافة والإعلام، لم يجد النائحون المحرضون على “السبيل” سوى اللعب بالعناوين، ونقل ما ورد في أعلى الصفحة إلى أسفلها، والقطع واللصق والاحتيال للنيل من الجريدة..!
فعلا إنكم ضعفاء جدا، فالسبيل أو هوية حينما تنتقدكم تعزو إلى العدد والتاريخ، أو تصور المقال كاملا، أمانة منها في النقل، واستحضارا لميثاق الشرف الإعلامي الذي يجب أن نتحلى به جميعا في السجالات الإعلامية والفكرية، أما الكذب فحبله قصير، والتزوير والافتراء من شيم الأقزام الضعفاء.
أما استدعاء السلطة وتحريضها على متابعة السبيل بسبب ملف أعدته حول العابثين بالتراث، فهذا تصرف تجاوز الضعف إلى الغباء، لأن ورقات الملف ناقشت الأفكار، وخلت كسابقاتها من الحكم على الأفراد، لأننا باختصار نوقن في “السبيل” كما هوية بريس أن هذا ليس من مهامنا كصحفيين وإعلاميين.
المسكوت عنه في هذه الحملة؛ وما أزعج المحرضين كثيرا، أن ورقات الملف كشفت المستوى الفكري والعلمي لـ”تجار الدين” الذين يستغلونه للارتزاق، وفضحت العابثين بالتراث، الذين قسموا مجالات اشتغالهم بين من يطعن مباشرة في صحة النص القرآني ويدعي تحريفه، ومن يشكك في نصوص السنة النبوية، ومن يقدح في الأحكام الشرعية القطعية.
لا أملك حيال هذا الكم الهائل من الافتراء والتحريض والنياحة وخطاب المظلومية إلا أن أشكر أعداء السبيل وهوية بريس، من الفرقاء اللادينيين الذين يعتبرون الدين إنتاجا بشريا يستغله الحاكم لتطويع الشعب، ويطعنون في نصوص الإسلام وعلمائه وتراثه..
أشكركم يا سدنة معبد الحرية المقدس، يا من يدافعون عن حرية الفكر والجسد..
أشكركم لأنكم كشفتم لنا وبكل وضوح رفضكم القاطع التعرض لبضعة أفكار بالنقد والتحليل..
أشكركم لأنكم ركعتم أمام السلطة متوسلين منها أن تتدخل وتسكت هذه الأصوات القليلة التي تزعجكم..
أشكركم لأنكم أبنتم على درجة عالية من قبول الخلاف والاختلاف بين البشر..
أشكركم لأنكم استطعتم التعايش مع من لا تطيقون النظر في وجوههم..
في الحقيقة لم نكن ندرك في “السبيل” أن كلمات قليلة ستسبب لكم كل هذا الإزعاج، لكن ما عسانا نفعل، سوى أن نحثكم على توسعة صدوركم، والقبول بالاختلاف والتعايش مع الآخر، فنحن لم نعد في زمان الرأي الواحد وإلزام الناس به..
فمنابركم على كثرتها وتنوعها، تنشر عشرات المواد التي نرفضها، كما كثير من المغاربة أيضا، ورغم ذلك نناقشكم بالفكر والحجة والتحليل، دون سب أو شتم أو تحريض، على النقيض من مواقفكم التي عبرتم عنها غير ما مرة، وفي محطات مختلفة..
رجاء تحلوا بقليل من الموضوعية والإنصاف.. وابتعدوا كثيرا عن الافتراء والكذب لنصرة قناعاتكم..