مهلا ماكرون..!
هوية بريس – جواد أمزون
إن من العجائب والعجائب جمة أن تسمع الرئيس الفرنسي يحاضر عن الإرهاب.. إذ أن آخر من يمكنه الكلام عن الإرهاب هي فرنسا.. فجرائمها البشعة في المغرب والجزائر ومالي وإفريقيا الوسطى ورواندا وغيرها شاهدة معلومة محفوظة..!!!
ابتداء، إننا ضد قتل الأبرياء مهما كانت ديانتهم وضد قتل النفس دون وجه الحق.. ولا نقبل أن يكون الإسلام تلك الفزاعة التي تعلق بها فشلك وتكسب بها امتيازا سياسيا وتلعب به على عواطف الناس.. فالشرطي فرنسي درس في مدارسكم ووفق مناهجكم وكونتموه ليكون منكم، لم تدرسوه البخاري ولا مسلم، ولم تلزموه بحفظ القرآن، ولم يتخرج من القرويين ولا الزيتونة ولا الأزهر..! ارتكب جريمة فاهمتموه بالإرهاب واتهمتم معه دينه.. فقط لأنه مسلم..!! ولو كان القاتل صليبيا منكم لكان الحادث حادثا وكفى والقاتل مختلا عقليا أو مصدوما عاطفيا أو مريضا نفسيا وما التفتم إطلاقا لتعاليم الإنجيل ومداخل ومخارج الكنائس وتأويلات القساوسة والرهبان..!!
إن الإسلام بريء من الإرهاب.. بل هو دين التسامح.. واقرأ التاريخ..! وتذكر كيف فعلتم بالمسلمين يوم دخلتم القدس في الحروب الصليبية حين قتلتم المصلين حتى غاصت خيولكم في الدماء إلى الركب..! وانظر صنيع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوم فتحه، وعمل صلاح الدين الأيوبي يوم طهره من نجاستكم بعد حطين، وكيف عاش النصارى في ظل الخلافة الإسلامية لتعلم من هو الإرهابي وما دين الإرهاب..! تذكر صنيعكم بالمغاربة في ابن مسيك وكراج علال وفي الجزائر بلد المليون شهيد ومذابحكم في رواندا وغيرها.. احتل بلدك بلداننا ونهب وسرق خيراتها وقتل رجالها وعلماءها.. اغتنى وأفقر أهلها.. ثم تتكلم عن الإرهاب.. إنها قمة الوقاحة في زمن الإرهاب المسكوت عنه..!!
تكلم كما شئت.. اتهمنا وديننا بالإرهاب.. فقد خلا لك الجو.. فأمتنا نائمة.. أغرقتموها بالفتن وزرعتم فيها القلاقل والمحن.. أنهكتموها بالخلافات السياسية بين بلدانها.. وأشغلتموها بحفلات الغناء والرقص والصراعات الكروية والنزاعات الفكرية وسلطتم عليها المسخ موظفين إعلاما منافقا ومرتزقة مأجورين..!!
للأسف.. أمتنا مستباحة.. لم تجد حتى من يقول لكم أنا رب الجِمال وللكعبة رب يحميها.. استأسدتم في زمن الجبن.. صرتم ليوثا وسط الثعالب والأرانب.. وإلا لو وجدتم الرجال الرجال أمثال معاوية وهارون والمعتصم والملك الناصر والمنصور وابن تاشفين والقانوني.. لبلغك “إلى كلب الروم.. لئن لم تنته لأرسلن لك جيشا أوله عندك وآخره عندي”.. ولوصلك “ما ترى لا ما تسمع”.. ولقدمت مرغما ذليلا تطلب الصفح والعفو وتدفع الجزية صاغرا وإلا فغزو في الصيف وغزو في الشتاء..!!
إن الحرب على الإسلام والمسلمين لن تتوقف أبدا.. وهي معركة مستمرة إلى قيام الساعة.. وهي جولات يوم لنا ويوم علينا.. والنهاية لنا.. ومهما فعلنا فلن يرضوا عنا حتى نترك ديننا وننسلخ من هويتنا وعاداتنا ونتبع مسخهم.. باختصار لن يتركونا حتى نكفر حسدا من عند أنفسهم.. وهذا قول ربنا: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، وقوله سبحانه: (ودوا لو تكفرون كما كفروا)..!!
أما آن الأوان لنستيقظ ونرجع لديننا.. فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.. لنعد العدة بما استطعنا إيمانيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا.. فواجب الوقت أن نعمل كل حسب طاقته ومن موقعه لنحصن الداخل وننشر الوعي ونبقي الأمل.. لعلنا نعيش زمن الهيبة والشموخ.. حيث لا يستطيع أحد الاقتراب من حياض ديننا ولا يقدر أن يلمس شعرة من أبنائه.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..!!
إن ديننا منصور لا يضره تهديد ترامب ولا وعيد ماكرون ولا مارد الصين ولا نووي روسيا ولا تواطؤ محور الشر..! يا ناطح الجبل العالي ليوهنه أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل.. والله متم نوره ولو كره الكافرون.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..