مهندس أجنبي يلتمس العمل سنة 1911 من المولى عبد الحفيظ
هوية بريس – ذ. إدريس كرم
هذا نموذج لطلب عمل لدى أمير المؤمنين المولى عبد الحفيظ، من أجنبي أسلم حديثا، وله تخصصات متعددة هندسية وميكانيكية، بعدما وجد نفسه بين العسكر، لا يقوم بعمل فيما هو متخصص فيه.
إليكم نص الطلب:
“الحمد لله وحده، بعد تقبيل الأرض بين يدي سيدي أمير المومنين، وأداء ما يجب له من التعظيم، وبعد؛
فينهى لعلم سيدنا المنصور بالله بأني كنت أسلمت بطنجة، وها أنا اليوم بالعسكر، ونفهم في علم الهندسة، ونعمل القرطاس ومكينة الضو، ومكينة السلاح، ومكينة البابور، ومكينة الكاز، ومكينة الثلج، ونصلح الماعون، إن افتقر لإصلاح، وجميع ما يحتاج للإصلاح، ونطلب من سيدي أن يستعملني في ذلك، ويختبرني في ذلك، والسلام.
في 23 شوال الأبرك 1328 على يد قاضي طنجة”.
ملاحظة
ترى ألا يطرح هذا الطلب استفهاما عريضا حول هذا الشخص متعدد التخصصات، إذ تكفي واحدة منها ليكون من نخبة قومه، أو من المقدمين على عسكر السلطان من الفرنسيين والإنجليز والإسبان، بيد أنه وجد نفسه مهمشا أو هكذا يقول!
فالتمس من السلطان أن يشمله بعطفه وأن يستخدمه في مجالات أخرى مدنية، قد تتيح له فرصا أحسن للتغلغل في القصر وفي المجتمع المغربي.
إننا إذا استعرضنا تاريخ المخبرين والعلماء والمستكشفين الذين تم انتدابهم للبَعثات العلمية والعسكرية من قبل المفوضية الفرنسية بطنجة للعمل بالمغرب، في مجالات تخصصاتهم، نجدهم قد تركوا للحماية مؤلفات كثيرة وهامة، استخدمتها في غزوها العسكري والمدني لتهدئة المغرب كما أسمته، ولأجل الاستيلاء على مقدراته طيلة فترة الحكم الذي مارسته، ثم تركتها لمن جاء بعدها من موظفي الاستقلال وقادة الرأي والتدبير فيه، ليسيروا بالاحتلال الجديد المعرفي والمعنوي لأبعد مداه حتى وجد المغرب نفسه اليوم في أزمات مختلفة لا أول لها ولا آخر، أبسطها مسألة اللغة الرسمية ولغة الاستعمال.
فهل من مدكر؟!