مواقف دوليّة متباينة بعد إلقاء القبض على مؤسس “ويكيليكس”
هوية بريس – متابعة
قالت الشرطة البريطانية إنه جرى إلقاء القبض على مؤسس موقع “ويكيليكس” جوليان أسانج، اليوم الخميس، “بالنيابة عن سلطات الولايات المتحدة الأمريكية”، وذلك عقب اعتقاله لـ”خرقه شروط الإفراج عنه بكفالة”.
وقالت شرطة “سكوتلانديارد” إنه “جرى إلقاء القبض على أسانج بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية، عقب وصوله لمركز شرطة وسط لندن”. وأضافت أنها تعاملت مع مذكرة تسليم، وأن أسانج سمثل أمام محكمة “ويستمينستر” في أقرب وقت ممكن.
وزارة العدل الأمريكية ذكرت، في بيان لها، أنها تتهم مؤسس موقع “ويكليكس” للتسريبات السياسية، جوليان أسانج، بـ”التآمر مع تشيلسي مانينج، التي عرفت بتسريب الكثير من البيانات الرسمية الأمريكية”.
كما شدد بلاغ الوزارة نفسها على أن “أسانج متهم بمساعدة مانينج في الحصول على كلمة المرور الخاصة بشبكة حاسوب تابعة للحكومة الأمريكية”، وطالبت بـ”تسليم أسانج للولايات المتحدة لمحاكمته أمام القضاء الأمريكي”.
من جهة أخرى؛ أعرب المتحدث باسم الرئيس الروسي فلادمير بوتين، اليوم الخميس، عن أمله بأن تحترم السلطات البريطانية حقوق مؤسس موقع “ويكيليكس” عقب اعتقاله في لندن.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، القول: “نأمل بالطبع أن يتم احترام حقوقه”، مضيفا: “ليس لديّ المزيد لأقوله”.
وكانت روسيا قد منحت، منذ أكثر من نصف عقد، وضعية اللجوء للموظف السابق بالاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن؛ وساعدت ويكيليكس سنودن في الفرار من هونغ كونغ إلى موسكو عام 2013.
الموظف الأمريكي السابق بالاستخبارات الأمريكية وصف اعتقال جوليان أسانج في سفارة الإكوادور بـ”اللحظة القاتمة لحرية الصحافة”.
وكتب تغريدة على “تويتر” قال فيها: “صور سماح سفير الإكوادور للشرطة السرية البريطانية بالدخول إلى السفارة، لتسحب من المبنى ناشرا لمادة صحفية تم الإعجاب بها أم لا وحازت على جوائز، سوف تذكرها كتب التاريخ”.
وأضاف إدوارد سنودن: ” ناقدو أسانج يمكنهم الشعور بالسعادة حاليا، ولكن هذه لحظة قاتمة لحرية الصحافة”.
أما هيئة الادعاء السويدية فقد أبدت رد فعل يتسم بالحذر إزاء نبأ القبض على مؤسس موقع “ويكيليكس”، جوليان أسانج، في لندن.
وقالت رئيسة الادعاء العام في السويد، إنجريد إسجرين، في بيان: “هذا يعد خبرا فقط بالنسبة لنا. لم نتمكن من تقييم المعلومات المتاحة الآن”، مضيفة: “لا نعلم سبب إلقاء القبض عليه فعلا، نحن نتابع الموقف”.
وشددت هيئة الإدعاء على أنه “ليس لديها أي تعقيب آخر في هذا الشأن”، بينما كانت السويد قد أسقطت قضية اتهام أسانج بالاغتصاب عام 2017.
جدير بالذكر أن رئيس الإكوادور، لينين مورينو، قال إن بلاده سحبت وضعية اللجوء الممنوحة لمؤسس موقع “ويكيليكس” بسبب “انتهاكاته المستمرة للاتفاقيات الدولية”.
وقال في رسالة مصورة، تم نشرها على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي، إن “السلوك الفظ والعدواني من جانب جوليان أسانج، بالإضافة إلى البيانات العدائية التي تحمل طابع التهديد من جانب منظمة مجهولة ضد الإكوادور، جعلت وضعية اللجوء غير قابلة للاستمرار”.
وأضاف مورينو أن “أسانج انتهك اتفاقيات اللجوء الدبلوماسي أكثر من مرة”، موضحا: “لقد انتهك بالتحديد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى”.
موقع “ويكيليكس” رد على رئيس الإكوادور معتبرا أن حكومته “تعاملت بصورة لا تناسب القانون الدولي من خلال دعوة الشرطة البريطانية لسفارتها في لندن لإلقاء القبض على جوليان أسانج”.
وكتب الموقع تغريدة على “تويتر” قال فيها: “الإكوادور أنهت بصورة غير قانونية وضعية اللجوء الممنوحة لأسانج؛ وذلك يعدّ من الانتهاكات للقانون الدولي”.