موجة الغلاء وصمت الطبقة السياسية.. المغاربة ضحية “معارضة الشيكات”
هوية بريس – عابد عبد المنعم
قال د.إدريس الكنبوري إن “موجة الغلاء التي تضرب المغرب هذه الأيام تدعو إلى التساؤل عن صمت الأحزاب و”الطبقة” السياسية والباحثين؛ وعن دور البرلمان الذي اجتمع عن بكرة أبيه للرد على البرلمان الأوروبي؛ لكنه لم يتحرك للرد على موجة الغلاء الفاحش.
ولكن أزمة الغلاء كشفت أزمة أكبر؛ وهي أزمة الأخلاق؛ فالذين كانوا يرفعون أصواتهم ضد الحكومتين السابقتين دخلوا جحورهم اليوم؛ والذين كانوا يستأسدون ويكتبون الرسائل والعرائض قبل عامين كسروا أقلامهم؛ وهذا يعري حقيقتنا؛ فالنزعة الوطنية لا تتجرأ؛ وإذا كانت الحكومة قد تغيرت فإن الشعب لم يتغير؛ إنه هو نفسه الذي كانوا يعارضون من أجله؛ زعموا”.
وأضاف المحلل السياسي المغربي “في كل أزمة اجتماعية لا بد أن تكون هناك فئة معينة مستفيدة؛ هي التي تتحكم في الأسواق؛ ويظهر الاحتكاريون الذين يتلاعبون بالأسعار؛ ولن تعجز الحكومة عن تحديدهم وعن ضبط السوق.
مضت اليوم نحو عشرين سنة على مسمى المغرب الأخضر الذي كان يشرف عليه رئيس الحكومة الحالي أخنوش ويطبل له الإعلام بوصفه المخطط الذي سيضمن للمغاربة الأمن الغذائي ويحقق وفرة الإنتاج؛ ولكن الغلاء يكشف اليوم أن هذا المخطط كان فاشلا؛ فإذا كانت قد مضت كل هذه المدة لندخل هذه الأزمة فما جدوى مخطط أخضر أو أصفر؛ لأن المروض أن المرحلة الحالية هي مرحلة جني النتائج.
تبرير الأزمة بالحرب في أوكرانيا أو كورونا لا يعفي الحكومة من المسؤولية؛ قد يكون ذلك وراء موجة الغلاء؛ ولكن هل هو أيضا وراء موجة الصمت عند النقابات والسياسيين والمتابعين للشأن العام؟ متى كانت المعارضة “تتفهم” تبريرات الحكومات لكي تفعل ذلك اليوم”
وختم الكنبوري تعليقه بقوله: المغاربة ضحية أحزاب سياسية بلا سياسة؛ لكن الأخطر أنهم ضحية “معارضة الشيكات”.