موجة حر غير مسبوقة تضرب المغرب: درجات الحرارة تتجاوز 47 مئوية
موجة حر غير مسبوقة تضرب المغرب: درجات الحرارة تتجاوز 47 مئوية وتحذيرات من تداعيات صحية واقتصادية
هوية بريس – متابعات
تشهد عدة مناطق من المملكة المغربية هذه الأيام موجة حر استثنائية وُصفت بأنها الأقسى منذ سنوات، حيث من المرتقب أن تتجاوز درجات الحرارة 47 درجة مئوية في بعض الجهات، مع استمرارها لفترة قد تمتد لأكثر من أسبوعين، بحسب توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية وتقارير دولية متخصصة.
وفي هذا الصدد أصدرت مصالح الأرصاد الجوية نشرة إنذارية من المستوى البرتقالي تهم العديد من أقاليم الجنوب والوسط، موضحة أن الحرارة ستتراوح بين 44 و47 درجة مئوية، خاصة بين الثلاثاء 22 يوليو والجمعة 25 يوليو، مع احتمال استمرار هذه الأجواء الحارة حتى الأسبوع الأول من شهر غشت.
وقد وصفت منصة Morocco World News الوضع الحالي بـ”التهديد الخطير”، في حين أشارت Barlaman Today إلى توقعات بتسجيل درجات حرارة قياسية في المناطق المكشوفة، ما يعزز القلق بشأن موجة حر طويلة وغير مألوفة.
خريطة المناطق الأكثر تضررا
-درجات تتراوح بين 44 و47°C: الراشيدية، زاكورة، طاطا، تارودانت، السمارة، أوسرد، وادي الذهب، أسا الزاك.
-درجات ما بين 40 و44°C: مراكش، فاس، مكناس، بني ملال، خنيفرة، أكادير، شيشاوة، تيزنيت، الصويرة، خريبكة، سطات.
في المقابل، سجلت مدن الساحل مثل الدار البيضاء درجات أكثر اعتدالًا تراوحت بين 25 و33 درجة مئوية، بفضل التأثيرات المحيطية، إلا أن الحرارة مرشحة للارتفاع خلال نهاية الأسبوع.
موجة مطوّلة تُنذر بتداعيات متعددة
على خلاف الموجات الحرارية المعتادة التي تدوم لعدة أيام فقط، تشير التوقعات إلى أن هذه الموجة قد تستمر أسبوعين أو أكثر، مدفوعة بتوزيع غير اعتيادي للضغط الجوي بين شمال إفريقيا والمحيط الأطلسي.
ويحذر الخبراء من أن مدة الموجة تُعد من أكثر العوامل خطورة، إذ يؤدي التعرض المطول لدرجات حرارة تفوق 45° إلى إرهاق جسدي وفقدان القدرة على التكيّف، خصوصًا لدى الفئات الهشة.
تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية
يُتوقع أن تُسفر هذه الظروف المناخية عن ارتفاع في معدلات الإجهاد الحراري وضربات الشمس، لاسيما بين الأطفال والمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة. كما تؤثر سلبًا على الأنشطة اليومية وتزيد الضغط على شبكات الكهرباء واستهلاك المياه.
من بين أبرز المخاطر المحتملة:
زيادة حالات الجفاف والإغماء في صفوف الفئات الضعيفة.
اضطرابات في التزود بالكهرباء بسبب ارتفاع الطلب.
تأثر النشاط الفلاحي والمواشي سلبًا.
احتمال اندلاع حرائق في الغابات والمناطق الجافة.
توصيات للوقاية في ظل الأجواء الحارة
دعت السلطات إلى اتباع جملة من التدابير الوقائية لتفادي المضاعفات الصحية:
تجنب الخروج خلال ساعات الذروة (12 ظهرًا – 16 مساءً).
شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل.
تفادي المشروبات الكحولية والجلوس في أماكن معرضة للشمس.
حماية الأطفال وكبار السن من التعرض المباشر للحرارة.
تجنب إشعال النار في المناطق الغابوية.
متابعة النشرات الجوية الرسمية باستمرار.
موجة حر في سياق تغيّر مناخي عالمي
في سياق متصل، أكد تقرير نشره موقع Phys.org أن عام 2024 كان الأكثر حرارة في التاريخ المُسجل، بينما يُرجح أن يلتحق عام 2025 بقائمة أكثر الأعوام سخونة، بفعل استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير نمط الطقس العالمي.
ويُصنّف المغرب من بين الدول الأكثر تعرضًا لآثار التغير المناخي، حيث يجمع بين قلة التساقطات وحرارة مفرطة، مما يستدعي الإسراع في تبني استراتيجيات وطنية استباقية لمواجهة التقلبات المناخية وتدبير الموارد المائية والطاقية بشكل مستدام.
