موريتانيا تتطلع للاستفادة من التجربة المغربية في مجال الإسكان والتعمير
هوية بريس – و م ع
أعرب المدير العام للشركة الوطنية “إسكان” بموريتانيا، محمد محمود جعفر الذهبي، عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة التي راكمها المغرب في مجال الإسكان والتعمير والتخطيط المجالي.
وقال جعفر الذهبي، خلال لقاء عقده اليوم الثلاثاء بالرباط مع وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عبد الأحد فاسي فهري، “إن هناك حاجة ماسة للاستفادة أكثر من التجربة المغربية في مجال الإسكان والتعمير والتي تعد مرجعا على المستوى القاري”، مبرزا أن زيارة الوفد الموريتاني للمغرب تأتي تفعيلا لبرنامج العمل التنفيذي في مجال الإسكان والتعمير بين المغرب وموريتانيا، وتهدف بالأساس إلى تطوير التعاون بين الطرفين في هذا المجال وترجمته على أرض الواقع.
كما تروم هذه الزيارة، يضيف المسؤول الموريتاني، التعرف عن كثب على التجارب الميدانية المغربية في هذا المجال، خصوصا فيما يتعلق بالإسكان الصديق للبيئة، معربا عن تطلع الوفد الموريتاني إلى اعتماد خطة عمل لتفعيل اتفاقية التعاون المبرمة في هذا المجال بين المغرب وبلاده.
وبعد أن أبرز أهمية التجربة المغربية في مجال الإسكان والتعمير من حيث التصور وب عد تنمية القدرات، عبر جعفر الذهبي عن تطلع موريتانيا أيضا للاستفادة من الخبرة المغربية في مجال تمويل السكن الاجتماعي.
من جهته، أعرب فاسي فهري عن استعداد المغرب لوضع تجربته في مجال الإسكان والتعمير وسياسة المدينة رهن إشارة موريتانيا وتقاسم الخبرة الوطنية معها في هذا المجال، إلى جانب استعداده لاستقبال وفود من موريتانيا من أجل التكوين بهدف تعزيز التعاون القائم بين البلدين.
واستعرض في هذا الإطار، الجهود التي تبذلها الوزارة من أجل تقليص العجز السكني وتحسين ظروف عيش وسكن الفئات الاجتماعية المستهدفة وكذا مواكبة الجهود الرامية إلى معالجة وتقليص ظاهرة السكن غير اللائق بمختلف تجلياتها، وذلك من خلال تنفيذ برامج ومشاريع أثمرت عن تحقيق نتائج مهمة.
وتطرق الوزير أيضا إلى مختلف الآليات والإجراءات التي تم اتخاذها للنهوض بهذا القطاع عبر تقديم الدعم والمساعدات المباشرة منها وغير المباشرة، سواء من خلال الإعفاءات الضريبية أو عبر توظيف أرصدة صندوق ضمان السكن والاندماج الحضري والذي يعد حجر الزاوية بالنسبة لمنظومة تمويل السياسة العمومية في مجال الإسكان ومحاربة السكن غير اللائق.
وفي السياق ذاته، أبرز الوزير الجهود المبذولة لتفعيل دور الوكالة الوطنية للتجديد الحضري وتأهيل المباني الآيلة للسقوط، وذلك بهدف المساهمة في تأهيل المباني الآيلة للسقوط ورد الاعتبار للأنسجة العمرانية، خاصة بالمدن العتيقة.
وذك ر كذلك بالإنجازات والمكتسبات التي تحققت في هذا المجال والتي مكنت من تحسين ظروف العيش والولوج إلى السكن اللائق، مستحضرا في نفس الوقت وجود نقائص وإكراهات تتجلى في بعض الاختلالات التي لا زال يعاني منها المشهد الحضري، خاصة في الأنسجة العتيقة وظهور مباني آيلة للسقوط.
وأكد فاسي فهري في هذا الصدد، على الدور الذي يمكن أن يضطلع به القطاع الخاص والجماعات الترابية في مجال الإسكان والتعمير، خاصة بعد المستجدات المؤسساتية والدستورية التي شهدها المغرب، بغية تعزيز وتقوية التمدن الحضري دون إغفال الاهتمام بالعالم القروي.