موعد مع المطر
هوية بريس – د. صفية الودغيري
زخَّاتُ مطرٍ تسقط لتطهِّر هذه القلوب من العفَن..
لتستحمَّ الأرواح من وجعِ الطِّين العالقِ بسَرايا الجسَد..
وتتخفَّف من الانشطار بين الألوان والأضداد..
ليعترف الأبيض للأسود بقطرة حبر من وقار..
ويعقد ميثاق الوفاء وصالا بين المَدِّ والجزر..
لتتوقَّف الحروب بين الخير والشَّر، والعدل والظُّلم..
وينتهي الصِّراع الطويل بين المنطق والعقل، والشعور والقلب..
لترفع راية السَّلام، وينتصر اليقين على الشَّك..
وتهدأ العاصفة والثَّورة في أوطان لا تحتويني كما المنفى..
لأفتح دفاتري التي بلَّلها المطر منذ عهودٍ قديمة..
وأرسم تقاسيم وجهي كما أنا..
بمزيج الألوان والطِّين بلا خجلٍ يكسو المُحَيَّا..
لأكتب قصصي وحكاياتي على مهاد القلب والصدر..
بلا وجعٍ يصعد من أعماق الأرض إلى السَّماء..
لأسافر خارج شرفات مدينتي البيضاء..
وأذوب مع سطور أوراقي البيضاء..
وأغمض عيني وأنا أحلم أن أقرأ فراغات الزمن المنسيِّ في ذاكرتي..
فأنا ما زلت عاشقة للركض والقفز تحت المطر..
والسُّقوط والتدحرج ككرات الثلج من أعلى القمم..
ليصهرني الشُّروق والغروب..
ويدِبَّ دِفْءُ الفصول إلى أوصالي الباردة..
وتحملني النَّجمات والبسمات والغيمات..
ولا شيء معي في حقيبتي إلا زخات مطر..