موقع المصباح: ابن كيران و”الإخوان المسلمون”.. وصحافة الهذيان

هوية بريس – متابعة

من بين مظاهر البلادة والغباء السياسي اعتماد الطرق ذاتها التي أثبتت غير ما مرة إفلاسها في المحطات السياسية والانتخابية السابقة في مواجهة حزب العدالة والتنمية، وإعادة اجترارها كل مرة بعد العجز عن المقارعة بالحجة والدليل، والفشل في نيل ثقة ورضا المغاربة عبر القوانين والمؤسسات.

الكثير من الأكشاك الصحفية، نزولا تحت طلب محتضنيها من “المستشهرين” وزعماء “آخر ساعة”، لم تجد غير سفر رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بن كيران لدولة قطر، أمس الإثنين، استجابة لدعوة من رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري لحضور افتتاح فعاليات معرض ومؤتمر قطر لتكنولوجيات المعلومات (كيتكوم 2017)، لتنفث كل سمومها وحقدها الدفين في وجه ابن كيران، كاشفة عن هلوسات لم يعد المواطن المغربي يعيرها أدنى اهتمام، بكون الزيارة تدخل في إطار التنسيق العالمي للإخوان المسلمين، وأن ابن كيران “طار للدوحة لاستفتاء “الإخوان” حول البلوكاج الحكومي” وكيفية التعامل معه!

وحاول الطابور الخامس، من صحافة التأليب والتحريض والوشاية، من خلال مقالات لا اختلاف فيها سوى عناوينها المثيرة والمشوقة التي يتبارى محترفو الوقيعة بين الحزب والمؤسسات الدستورية في تدبيجها، تحميل حزب العدالة والتنمية مسؤولية البلوكاج الحكومي، معتبرة أن ابن كيران غير مكترث بتشكيل الحكومة المغربية ولا يسعى لها بالجدية اللازمة، بتفضيله المشاركة في اللقاءات والمؤتمرات الخارجية، حسبها، بدل توفير الوقت والمجهود اللازمين لمباشرة مشاوراتها، في وقت ظل فيه ابن كيران ملازما أرض الوطن منتظرا رد كل الفرقاء المعنيين بالمشاورات الحكومية، والذين ما أن ينهوا سفرية خارجية إلا ودشنوا أخرى جديدة على حساب ملف تشكيل الحكومة، دون أن يثير الأمر أقلام محبرة البؤس أو يحرك حميّتها.

الجوقة ذاتها، التي تورد ملفات خاصة على صفحاتها للتطبيل لبعض “الحرْكات” التي يدشنها هذا الزعيم الحزبي أو ذاك، وتجهد نفسها في التلميح للعائد السياسي والاقتصادي للقائه بوفد أجنبي أو بمسؤول دولي هنا أو هناك، ترى في لقاءات ابن كيران الخارجية وزيارته الدولية مجرد إهدار للزمن ولا يمت بأدنى صلة لجهود رئيس الحكومة في توطيد علاقات الشراكة الاقتصادية والسياسية بين المغرب وباقي البلدان، خاصة منها التي تجمعها بالمملكة اتفاقيات شراكة وترعاها أعلى سلطة في البلد، بما يخدم مصالح الوطن وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية.

اللجوء إلى التصنيفات الإيديولوجية من قبل بعض “المكتتبين” على صفحات بعض المنابر للنيل من حزب العدالة والتنمية والوقيعة بينه وبين المؤسسات الدستورية، ومحاولات الربط الدائمة بينه وبين ما تسميه تلك المنابر “التنظيم العالمي للإخوان المسلمين”، يكشف حجم الإفلاس السياسي والجمود الفكري الذي دخلته، في وقت بات فيه التنافس السياسي الحقيقي مؤسسا على مدى احترام قيم الديمقراطية والنزاهة و”المعقول” والوضوح وحجم القرب والتواصل مع المواطن، متجاوزا بمراحل كل التصنيفات الفكرية الكلاسيكية.

(المصدر: موقع pjd).